شفافيات / الاقتران الاشتراطي البافلوفي في ممارسة السياسة
د. حمود الحطاب
عموم طلاب كليات التربية درسوا نظرية الاقتران الاشتراطي وتجارب علماء النفس على الحيوان للتأكد من حدوث التعلم نتيجة وجود متلازمة مع الفعل التربوي, وتؤدي التجارب والخبرات الحيوانية والإنسانية دورا كبيرا في نوعية التعلم وطبيعته نتيجة للمثير المقترن بالحدث, وكان لعالم النفس بافلوف وسكنر تجارب في هذا الموضوع أظهرت نتائج يمكن تطبيقها سلبيا أو إيجابيا في إكساب المتعلم, أيا كان إنسانا أو حيواناً, السلوك الايجابي أو منع السلوك السلوك السلبي منه .
وقد طبق الروس في حربهم مع الألمان عمليات الاقتران الشرطي على الحيوان فأدى ذلك إلى نتائج إيجابية حربية لصالحهم, والشرح في ذلك يطول, فارجعوا إن شئتم إلى نظريات التعلم في علم نفس التعلم ستجدون الشروح الأوفى في هذا.
وفي مجال العمل السياسي, الدولي أو المحلي, فإن أبسط المفاهيم السياسية تقتضي معرفة تامة بتأثير الاقتران الاشتراطي على السلوك السياسي في قيادة المجتمعات داخليا, أو التعامل مع الدول خارجيا, ومثال مبسط على عملية تطبيق الاقتران الاشتراطي هو: لو أن دولة مشاكسة ومؤذية لجيرانها وجدت صدمات قوية نتيجة لإيذائها الممنهج للجيران لكفت عن إيذائهم, ومن ذلك لو أن هذه الدولة المشاكسة كانت تستفيد من مهاجريها لدى دولة جارة لإحداث قلاقل وتخريب أمن هذه الدولة فقامت الدولة المعتدى عليها بتحريك شعوب معادية لهذه الدولة من داخلها فتحدث الاضطرابات والقلاقل بداخلها مما يشغل الدولة المشاكسة عن التخطيط والتنفيذ لإيذاء الجيران لكان هذا الاقتران وهذه المتلازمة كفيلة بدفع العدوان وتحجيمه.
ماذا فعل الروس ضد الألمان باستخدام الاقتران الشرطي أو الاشتراطي: درب الروس الكلاب بان يجوعوها تماما ثم يضعون لها الطعام تحت دبابات جيشهم كنوع من التدريب, ويشغلون الدبابات لتحدث محركاتها الجبارة هديرا ودويا عاليا, فتعود الكلاب على أن ينطلق للبحث عن الطعام تحت الدبابات عندما تسمع هديرها, فلما قدم الألمان إليهم بدباباتهم كانت الكلاب الروسية مجوعة ,فلما سمعت هدير دبابات الألمان هجمت عليها تبحث عن الغذاء تحتها وكان الجبش الروسي قد لغم الكلاب هذه المرة فإذا دخلت هذه الكلاب تحت دبابات الألمان انفجرت في دباباتهم. مما أحدث دماراً وذعرا في صفوف القوات الألمانية…. عمليات التأديب في التربية السلوكية السياسية للمؤذين تحتاج لاقترانات شرطية ببساطة.
إلى اللقاء.