وجع الحروف / الوزيرة الصبيح والـ’داش بورد’!
د. تركي العازمي
في تصريح لوزيرة الشؤون وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح لـ «الراي» نشر في عدد 17 أغسطس 2015 ذكرت فيه أنها ستقضي على العمالة السائبة والهامشية، وفي ما يتعلق بالمشاريع المستقبلية في وزارة التخطيط٬ كشفت الصبيح أن على رأس هذه المشاريع تكثيف الحوارات التنموية٬ والمتابعة وكذلك وضع نظام إلكتروني «داش بورد» يبين مدى إنجاز مشاريع الخطة وتفعيل المراقبة والمتابعة لتلك المشاريع…
أولا: نشكر الوزيرة على تصريحاتها الجميلة الواحد تلو الآخر، وكم كنت أتمنى أن تتحقق رؤيتها ونذكرها بمطالبة الجميع لها بكشف الشركات الوهمية التي وعدتنا به منذ فترة طويلة وتجار الإقامات، هذا بالنسبة لموضوع العمالة السائبة والهامشية مع ان العملية لا تحتاج جهداً استثنائياً… إن العمالة السائبة متناثرة حول الطرقات وبعض الدوارات بما فيها المناطق السكنية وأعتقد أن التركيبة السكانية واضحة كمحصلة لهذه «الاستثناءات» التي جلبت عمالة بلا عمل… أكرر بلا عمل.
أما في ما يخص الـ «داش بورد» وتكثيف الحوارات التنموية وهو موضوعنا٬ فيا معالي الوزيرة نذكرك بتصريح رئيس مجلس الوزراء قبل عامين، والذي ذكر فيه أن معظم القياديين أتوا بالواسطة ونذكر بالآتي:
ـ تجار الإقامات والشركات الوهمية
ـ مترو الأنفاق
ـ مدينة الحرير
ـ تطوير فيلكا
ـ الكويتية
ـ الرياضة
ـ التعليم والصحة
ـ الحكومة الإلكترونية
هذا بعض ما نبحث عنه.. والحوارات التنموية في الغالب خاصة في الدول التي تحرص على إيجاد نقلة تحولية تنموية فهي تأخذ الحوارات من الأسفل إلى الأعلى BUTTOM_UP بمعنى أن الأخذ برأي البسطاء والمسؤولين الصغار ممن هم في وجه المدفع أحق أن تتبع وليس العكس!
وعملية استخدام الـ «داش بورد» فهي متبعة منذ عهد قديم والعبرة في معظم الدول لمتابعة استراتيجية تنفيذ أهداف خطة العمل… متبعة فعلياً وليست بالأقوال فنحن أكثر شعوب هذه الأرض تصريحاً و«تحلطماً».
التنمية على حد معرفتي بها تبدأ من تنمية العنصر البشري، وطبيعي جداً أن تتضمن الخطة التنموية مشاريع خاصة بتطوير التعليم بدءاً من رياض الأطفال خلاف ما هو الآن حيث معظم مدارس رياض الأطفال بين «رسم٬ وجبة٬ وألعاب» في حين المدارس الخاصة ينهي الطالب مرحلة رياض الأطفال وهو متقن أساسيات اللغة الإنكليزية من أحرف وأرقام وألوان ويستطيع الإجابة عن سؤالك بالإنكليزي وهو بالمقارنة مع التعليم الحكومي مفقود حتى الطالب الجامعي لا يتقنه !
في العام الماضي تحدثت عن مشروع الميلينيوم الذي تتبناه الأمم المتحدة وقد تم تطبيقه في دول عدة منها جمهورية مصر العربية وهو برنامج معني ببناء الإنسان في الدول النامية وعندنا «سلامتك» لأننا ما زلنا نبحث عن إنتاجية المركز الوطني لتطوير التعليم !
الإنسان أمانة في عنقكم… فعندما تعقب الكلمة فعلاً نستطيع أن نشعر كبسطاء بتأثير التنمية على أرض الواقع، وأعتقد أن الوزيرة هند الصبيح بحاجة لفريق عمل قيادي كي تستطيع تحقيق الأهداف التنموية، وهذا يحتاج إلى دعم لها، ونحن أيضا بحاجة إلى الشفافية بعيداً عن المجاملات الاجتماعية والمحاصصة وغيره من الحسابات التي لن تنفع معها أقوال تنموية ولا «داش بورد»…والله المستعان !