سوالف أمنية / الهجرة غير الشرعية
حمد السريع
عام 2006 أعلنت مستشارة الأمن القومي الأميركي كونداليزا رايس أن أميركا لديها مخطط سيكون بداية لتغيير خارطة العالم العربي وسيجعل الشعوب العربية تقوم بثورات ضد أنظمتها الحاكمة مما سيؤدي الى انتشار الفوضى وتقسيم البلدان العربية الى دويلات صغيرة يسهل بعد ذلك ابتلاعها من إسرائيل.
عام 2010 بدأ الثورات العربية وكانت البداية في تونس وبعدها في مصر واليمن وليبيا وفي سورية والعراق.
استطاع الجيش في تونس ومصر المحافظة على أمن الوطن واستقراره أما ليبيا وسورية والعراق فلازالت تعاني من الفوضي والاقتتال الداخلي واليمن عائد بإذن الله الى الاستقرار بعد ان تسقط عصابات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح.
أميركا لم تدرس الآثار السلبية من وراء سقوط الأنظمة العربية وتفشي الصراعات فيها والتي بدأت تظهر بعض نتائجها المتمثلة في تجمع العناصر الإرهابية وسيطرتها على مناطق شاسعة من الأراضي في العراق وسورية وليبيا وارتكابها أشنع الأعمال الإجرامية.
المشكلة الأخطر والتي باتت تؤرق المجتمعات الأوروبية هي تزايد الهجرة غير الشرعية من مناطق الصراع في سورية والعراق وليبيا الى أوروبا التي بدأت تظهر لديها كارثة إنسانية لا تستطيع تحملها لاعتبارات إنسانية كثيرة.
ما خططت له أميركا في تقسيم الوطن العربي الى دويلات وبدأت تنفيذه فإنها شاهدت آثاره الجانبية السيئة إلا انها مستمرة في استكمال مشروعها الذي بدأته دون الالتفات إلى العواقب الوخيمة من وراء ذلك المخطط وهذه تصريحات القادة العسكريين الأميركان تتحدث عن مخطط مدمر أكثر خطورة مما سبق وهو مخطط تقسيم الدول العربية.
أميركا رغم ادعاءاتها المعلنة عن حرصها على الدول والشعوب العربية إلا ان أفعالها تخالف أقوالها وما اعتراف بعض المسؤولين لديها عن مسؤوليتهم في صناعة تنظيم القاعدة وتنظيم داعش إلا دليل على المخطط الإجرامي الذي تعده أميركا لقيام عدة حروب في المنطقة تؤدي الى أضعاف ما تبقى من الدول العربية ونشر الفوضى بها.
الهجرة غير الشرعية سيكون شبحا رهيبا على العواصم الأوروبية وقد يطال أميركا التي تسببت في نشر الفوضى في الوطن العربي.