ما أسرع الأيام والسنين عندما نُحصيها سنويا بمناسبة فقدان عزيز علينا وما أصعب أيام فراغهم فما بالنا برجل أجمع عليه الأصدقاء والزملاء والعداء.
تمر علينا في مثل هذا اليوم الذكرى الخامسة عشر على رحيل الرمز الوطني الصادق النبيل والمخلص سامي المنيس الذي غادرنا لمثواه الخير وهو ناصع البياض حتى أُطلق عليه لقب الخصم الشريف وليس هناك كويتي بتاريخ الكويت كلها الممتد قرابة الثلاثة قرون تشرف بمثل هذا اللقب.
رحل سامي المنيس منذ خمس عشر سنة بالفعل وترك فراغ كبير، لابل أنتهى بعده العمل الوطني وأصبح في الحضيض كما نشاهده اليوم، أن قوى الظلام التي كانت تُحيك المؤامرات وتُعطل المسيرة الوطنية وتُدمر كل ما هو وطني أطلت برؤوسها يا أبو أحمد بعد وفاتك مباشرة كفرصة تاريخية نادرة بالنسبة لهم لكي يمارسوا دورهم المكلفين به إلا وهو تحطيم وأنهاء دور التيار الوطني في الساحة وقد نجحوا بذلك وهم يعيشون اليوم يأبوأحمد بهذه النشوة التي لا شك بأنهم قبضوا ثمنها.
هذه الحقيقة يا أبو احمد كما وعدتك منذ خمسة عشر سنة بأن أقدم لك كشف حساب سنوي بذكرى وفاتك لكي يعلم القاصي والداني والشريف والحرامي بأن كل أفعالهم مرصودة وأبشرك يا أبو احمد فقد خططت وكنت أتمنى أن يصدر كتابي بنفس يوم ذكراك الخامسة العشر ولكن شاءت الظروف ان يتأخر قليلا هذا الكتاب الذي سطرت به كل ما حصل للتيار الوطني وما مر به من مؤامرات ودسائس وغيرها من أمور حصلت ولازالت تحصل من من تأملنا بهم خير لاستكمال مسيرتك.
يا أبو احمد يؤسفني أن أطالب بذكراك الخامسة عشر بالجنة تقصي حقائق وطنية تتشكل من زملاء التيار الوطني الكويتي لكي تدرس بموضوعية ومهنية ما قام به أٌقرب المقربين منك قبل وبعد وفاتك وكيف أستطاعوا أن يُدمروا التيار بشكل مُمنهج ومدروس ولا أدل من ذلك سوى واقع التيار الوطني اليوم الذي تشرذم وتفكك ولم يتبغى منه إلا أسمه فقط ، فمن حقنا وحق الأجيال القادمة وحق التاريخ أن تدون حقيقة ما حصل وكيف حصل؟ ولماذا حصل؟ ولمصلحة من حصل؟ ومن استفاد من ذلك؟ وكيف استفاد؟ وبماذا استفاد؟ وما هو دوره؟ ومن شركائه؟ وكيف خططوا؟ وكيف نفذوا خطة انهيار وأنهاء دور التيار الوطني الكويتي؟
لاشك بأن الكثيرين يتذكرون الشعار الذي تم رفعه بعد وفات سامي المنيس (على دربك سائرون) ولكن أتضح بأنه شعار لدقدقت المشاعر التي كانت ملتهبة في حينها وقد مارسوا علينا حفلة كذب بجُمل من النفاق السياسي لكي يخلوا لهم الجو لتدمير كل ما هو جميل ويمت لسامي المنيس بصلة ،وهذا هو الواقع اليوم يؤكد كلامي مع الأسف الشديد ولا يستطيع عاقل نكران ذلك فديوانه تم اغلاقه وجريدته أصبحت حالها حال أي جريدة وتشعر بأنها بالرمق الأخير من حياتها وأوكد بأنها لن تستمر و ستنتهي قريباً أذا لم يتم أعادتها بالفعل كجريدة حقيقة تُعبر عن التيار الوطني الذي أسسته يا أبو أحمد عدا ذلك قريباً ستلفظ نفسها الأخير.
كم كان بودي يا أبو احمد أن يكون كشف حسابي لهذا العام به ما يبيض الوجه من مواقف وسياسات وما يدعوا للتفاؤل ولكن لا اريد أن أقدم لك كشف حساب مليء بالكذب والنفاق ولا يعكس حقيقة واقع التيار الوطني فلم نتعلم منك ذلك وإنما ما تعلمناه منك بأن نقول الحق والحقيقة مهما كلفنا الأمر.
فتحية لك يا أبو احمد وارقد بقبرك مطمئنا فتركتك التي تركتها لازالت تنبض بالحياة والتحدي وكشف كل من خان مبادئك وطريقك الذي أوصيتنا بأتباعه، لذلك لا زلنا يا أبو احمد على دربك سائرون.