وجع الحروف / حملات..’خلوها تخيس’
د. تركي العازمي
وأخيراً… فعلتها مواقع التواصل الاجتماعي و«تويتر» تحديداً، وعكست واجبها الإيجابي عبر حملة تطوعية أخذت «هاش تاق خلوها تخيس» حيث تفاعل معها الجمهور وانخفض سعر كيلو الزبيدي من 15 إلى 9 دنانير.
ومن باب الفضول أجريت بعض الاتصالات مع أصحاب البسطات فبرروا الانخفاض بأن كمية الزبيدي المعروضة كانت كبيرة جداً، وحاولوا مواجهة الحملة، وطبيعي انخفاض السعر، ويقول آخر إن بعض التجار هداهم الله ورعاهم حينما يجدون السعر منخفضاً يمتنعون من عرض السمك بهدف الضغط لرفع الأسعار والضحية المستهلك.
وحول حماية المستهلك ذكر البعض ان موظفي حماية المستهلك موجودون والمراقبة موجودة لكنهم لا يستطيعون أن يمنعوا الناس من الشراء عند ارتفاع الأسعار غير المبرر.
حسب معرفتي في الأسواق المجاور٬ة فحماية المستهلك تحدد هامش الربح بينما أحبتنا هنا نجد الهامش الربحي مفتوحاً على الآخر ويرتفع إلى حد جنوني… فهل يعقل من الفيديو المعروض في موقع التواصل الاجتماعي إن عدد كيلوي زبيدي يكلف أكثر من 20 ديناراً !
حملة «خلوها تخيس» بادرة خير لعل وعسى أن يراعي إخواننا في حماية المستهلك وضع المواطن البسيط المستهلك مادياً بين أقساط وإيجار ومواد استهلاكية ترتفع أسعارها من دون مبرر حتى مواد البناء ارتفعت بحجة أن النفط ارتفع وعليه زادت تكلفة النقل مما اضطرهم إلى رفع السعر، وبعد أن هوى سعر برميل النفط إلى حد منخفض جداً… ظلت الأسعار كما هي عليه من دون أن يبادر التجار إلى إعادة الأسعار إلى ما كانت عليه كما هو حاصل في الأسواق المجاورة !
كم حملة نريد أن تتفرع من حملة «خلوها تخيس»؟
كل من حولنا يبحث عن زيادة… بعضه مقدور عليه، والبعض الآخر صعب لأسباب لا تخفى على الجميع لا سيما تلك المواد التي لا يستغني عنها المواطن والمقيم والتي يرى موردوها ان سعرها «هذا هو.. تبي وإلا كيفك» !
لذلك٬ أعتقد أن وزير التجارة مطلوب منه مراجعة طبيعة عمل جهاز حماية المستهلك في الأسواق المجاورة، وكيف إنه استطاع التحكم بالسعر وتحديد هامش ربح معقول وفرض غرامات مالية على كل شركة مخالفة.
وبالتوازي مع مطالبتنا لوزير التجارة٬ نناشد القائمين على هاش تاق – «خلوها تخيس» أن يوسعوا محيطها وأن يكملوا مبادرتهم الطيبة لتغطي المنتجات التي تشهد ارتفاعاً غير منطقي.
الغريب في الأمر٬ إن البعض يتساءل بعفوية «ما هو الحل في منتجات لم يستطع موردوها من زيادة أسعارها في الأسواق المجاورة وعندنا «عادي»… لا سلمنا من اللحم وارتفاعه٬ ومواد البناء وارتفاعها٬ والحين السمك… «شناكل»!
أعجبتني عبارة «شناكل» أي ماذا نأكل إذا كانت الأسعار في ارتفاع والنفط في انخفاض…؟!
يبدو أن حملة «خلوها تخيس» فتحت المجال للعمل التطوعي بمبادرة تعكس أهمية التواصل الاجتماعي في مناقشة قضية تهم المستهلك وهي نقلة نوعية إيجابية جيدة نتمنى ألا تقف عند حد السمك والله المستعان !