تحت أشعة الشمس الحارقة، تجلس على مقعدك في المواصلات تتصبب عرقًا، يدك لا تقوى على لمس طرف الشباك المعدني من شدة سخونيته، تحلم باللحظة التي تدخل فيها لمكان مكيف لتقف أمام الهواء البارد مباشرة هربًا من الأجواء الحارة بالخارج، لكنك ربما لا تعرف أن في اللحظة التي تبحث فيها أنت عن الهرب من الحرارة العالية، يستلقي شخص آخر بكامل إرادته على رمال تكاد تشتعل من شدة الحرارة يدفن فيها بكامله وحتى أعلى رقبته، أملًا في علاج لمرضه بيد الطبيعة.
قد لا تكون رمال الصحراء الغربية المكان الأمثل لأخذ «حمام شمس»، خاصة في فصل الصيف، لكن بعض المصريين يجدون في رمالها طريقة طبيعية لعلاج عدة أمراض، كما نقل موقع «دايلي ميل» البريطاني.
ويدفن بعض من يعانون من أمراض كالروماتيزم وآلام المفاصل، والعقم، والعجز الجنسي، في رمال واحة سيوة بالقرب من جبل دكرور، حتى أعلى رقابهم، فيما لا يتبقى ظاهرًا منهم سوى الرأس، في أكثر الأوقات سخونة على مدار اليوم.
ويسترخى المرضى في الظل قبل العلاج، الذي يتضمن تدليك الأقدام من قبل المعالجين، قبل أن يتم دفن المرضى في رمال الصحراء، بعد أن يتجردوا من ملابسهم تمامًا.
ويقضي المرضى ما بين 10 لـ15 دقيقة تحت الرمال، قبل أن يتم استخراجهم واقتيادهم إلى خيم تم وضعها في الشمس لتصبح كالسونا.
في حالة أنهم لم يصلوا إلى الحرارة المطلوبة حتى اللحظة، يحتسي المرضى كوب من شاي الأعشاب كختام لجلسة العلاج.
ويؤخذ المرضى بعد ذلك إلى منزل ليبردوا قبل أن يغيروا ملابسهم ويستعدون للعشاء.
وينصح المرضى ألا يستحمون لمدة ثلاثة أيام بعد العلاج أو يتعرضون لهواء بارد للحصول على الفائدة الأكبر منه.
ويتكلف العلاج الذي يستمر بين 3 لـ9 أيام ما بين الـ300 والـ400 جنيه مصري يوميًا، ويتضمن الإقامة والطعام.
«دائمًا ما أشعر بتحسن هنا، إنها جيدة لدورتي الدموية وتنفسي ومناعتي في العموم»، يقول رأفت الفقي، مدرس رياضيات وباحث من الإسكندرية، في الحديث الذي أفردته «دايلي ميل».
وقد اعتاد «الفقي» الذهاب للعلاج في سيوة منذ عدة سنوات بناء على ترشيح من طبيبه.