يوجد في وجه الإنسان منطقة اسمها «مثلث الخطر»، يحذر الأطباء من العبث في حدودها، ويقولون: «لو فقأت فيها دملًا، أو أزلت منها خدشًا، فمن الممكن أن تصاب في الدماغ إصابة بالغة قد تؤدي إلى الموت، أو على أقل تقدير ستضطر إلى تناول جرعات مكثفة جدًا من المضادات الحيوية».
ويبرر الأطباء ذلك فيقولوا: «ببساطة.. يتدفق الدم إلى الأنف بطريقة خاصة، وفقأ أي دمل في هذه المنطقة قد يؤدي إلى فيضان من السوائل المضرة، بما يسمح بنمو الالتهابات البكتيرية الخطيرة». ويؤكد العلم الحديث أن «كل ذلك قد يؤدي إلى إحداث جلطة في منطقة أسفل الدماغ اسمها (cavernous sinus)، ويترتب على ذلك توقف تدفق الدم إلى الدماغ».
والحقيقة، حسب موقع «motherboard»، أن زوايا «ثالوث الخطر» في الوجه تتكون في حدود جانبي الفم ونقطة أعلى الحاجز الأنفي وتشمل «الأنف والفك العلوي والمنطقة المحيطة». وسمي بـ«مثلث الخطر» لطبيعة الأوعية الدموية التي تغذي الأنف والمنطقة المجاورة لها، ومنها تصب أوردتها مباشرة في منطقة داخل المخ تعرف بالجيوب الكهفية، وبالتالي تحمل معها أي عدوى من الخارج إلى تلك الجيوب الكهفية داخل المخ مباشرة، ما ينتج عنها مضاعفات خطيرة مثل «تكوين دمامل في المخ، التهاب الأغشية السحائية، وارتفاع ضغط المخ الذي ينتهى غالبًا بالوفاة».
ويرجع الأطباء العدوى إلى أسباب عدة منها «عصر حب الشباب في هذه المنطقة، إزالة شعر الأنف من البصيلة، تسوس الأسنان وبالتحديد في الفك العلوي بدرجة تسمح بتكوين خراج، الالتهابات الصديدية للجيوب الأنفية». ويضع الأطباء أيضًا مجموعة إرشادات ونصائح لتجنب الإصابة منها «تجنب عصر حبوب الشباب، استخدام المضاد الحيوي تحت إشراف الطبيب في الإصابات الصديدية، الحفاظ على نظافة الأسنان والإسراع بزيارة الطبيب حال وجود التهابات أو تكون خراج تحت الأسنان، الخصوصية في استخدام أدوات الحلاقة والتأكد من نظافتها، استخدام المقص لتقصير شعر الأنف إذا كان طوله يؤذي صاحبه وتجنب شدة من المنبت، العلاج الجيد لحالات حساسية الأنف، والجيوب الأنفية».