وجع الحروف / وزير التربية.. ‘لا أعلم’
د. تركي العازمي
رسب عشرة من «القياديين التربويين» المتقدمين لشغل مناصب «مديري المناطق التعليمية»… فقط ثلاثة منهم اجتازوا الاختبار!
معدل نجاح 23 في المئة من إجمالي المتقدمين يوحي بأن هناك خطأ في الجسد التربوي وأعتقد أن الحال أسوأ لو تم عمل اختبارات مشابهة في الجامعة والتعليم التطبيقي !
حول هذا الرسوب صرح الوزير بدر العيسى بالقول «لا أعلم سبب كثرة الراسبين» وهو تصريح انتظره النواب للتعليق عليه، ونحن هنا نعلق على النسبة المتدنية من جانب محايد لا علاقة له بتصريح من نائب مع، أو نائب ضد الوزير، مع الأخذ بعين الاعتبار أننا لا نعرف الوزير على المستوى الشخصي ولا تحركنا أي مؤثرات جانبية تجاهه، ولكن كان بإمكانه تجنب عبارة «لا أعلم» من خلال اختيار مفردات مناسبة لا تفتح الباب عليه كـ «النسبة المتدنية تحتاج تقييماً للوضع القيادي والإشرافي» أو «النسبة غير المشجعة وتزيد من إصرارنا على المضي في إصلاح الوضع التربوي»!، ولكن المنصب… كمنصب الوزير معرض للنقد خاصة وإن علم بأن مستوانا التعليمي بشقيه العام والخاص متدني المستوى مقارنة بالدول المجاورة.
يعلم الوزير أن كل بيت كويتي يستعين بمدرسين خصوصيين٬ ومعظم طلبة الجامعة تكتب تقاريرهم وأبحاثهم من مراكز منتشرة في المجلات الإعلانية والمواقع الإلكترونية.
الوزير من وجهة نظري لم يوفق في إدارة معظم المرافق التابعة له، ولو بحثنا في الطرق المتبعة من قبله وقبل الفريق العامل معه لوجدناها أقرب للاجتهاد وهو مخالف للمنظور التعليمي واستراتيجيات التعليم العام والتعليم العالي (الحكومي والخاص).
في الدول الأخرى لا يوجد «إذنك خشمك» ولا يوجد معيار الارتياح الشخصي عند اختيار المرشحين للمناصب الإشرافية والقيادية.
في الدول الأخرى توضع الاختبارات من قبل جهات محايدة لها خبرة في سياق التعليم والثقافة المتصلة به وأعتقد أن الوضع لدينا مختلف حيث إن معظم لجان الاختيار من أكاديميين أو آخرين يتم اختيارهم حسب التوصية. لذلك٬ لو كنت مكان الوزير لقمت بالآتي:
ـ الاستعانة بجهات محايدة من دول الجوار «حيث الثقافة متقاربة» تبحث في سبب تدني مستوى القياديين التربويين.
ـ عمل مسح ميداني لمستوى الطلبة ممن أنهوا المراحل الابتدائية والمتوسطة٬ والثانوية… والجامعة والتطبيقي لمعرفة مكامن الخلل في كل مرحلة وأي مقرر/ تخصص يحتاج لمراجعة مضمونة والقائمين على تدريسه.
ـ والأهم هنا هو البحث عن إجابة عن السؤالين التاليين: لماذا كان التعليم العالي لدينا في المؤخرة مقارنة بجامعات الدول المجاورة؟، وهل وضعت له استراتيجية خاصة وخطة عمل ترسم بشكل احترافي محدد الأهداف والفترة الزمنية التي عند بلوغها يجب أن يكون الهدف قد تم تحقيقه؟
ـ توجيه الطاقم الاستشاري للبحث في التعليم بشقية.
مختصر القول٬ قد يسأل سائل عن سبب غياب الاستراتيجية الخاصة بالتعليم وعدم وجود أهداف مقترنة بجدول زمني لتحقيقها وأنا أجيب وبكل ثقة.. «لا أعلم» والله المستعان !