دأبت قوات الاحتلال الاسرائيلي بين الفينة والاخرى على اقتحام باحات المسجد الاقصى في خطوة تثير استياء العالم سيما الدول العربية والاسلامية.
ومواصلة لمسلسل الاقتحامات المتكرر قامت قوة اسرائيلية خاصة يوم الاحد باقتحام باحات المسجد الأقصى وحاصرت المصلين في المصلى القبلي بالتزامن مع ما يسمى عيد (رأس السنة العبرية) ودعوات منظمات الهيكل المزعوم لاقتحام المسجد المبارك وأداء طقوس تلمودية فيه.
وقد أسفرت عملية الاقتحام هذه عن اصابة العشرات من المصلين وذلك وسط حملة تنديد محلية وعربية ودولية ومطالبات بوقف سلسلة الانتهاكات والممارسات التي يزاولها الاحتلال والمستوطنون ضد المسجد الاقصى بصورة شبه يومية.
وكانت آخر مرة اندلعت فيها الاشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وشبان فلسطينيين خارج المسجد الأقصى في أواخر يوليو الماضي.
وقد دان وزراء الخارجية العرب ومنظمة التعاون الاسلامي والسلطة الوطنية الفلسطينية والأردن والسعودية وقطر ومصر والمغرب عملية الاقتحام.
وأكد وزراء الخارجية العرب في قرار تحت عنوان ‘الاجراءات الاسرائيلية في القدس’ رفض وادانة كافة الانتهاكات التي تقوم بها اسرائيل بحق الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية خاصة المحاولات الرامية الى تغيير الوضع القانوني للمسجد الأقصى المبارك وتقسيمه وتقويض حرية صلاة المسلمين فيه وابعادهم عنه.
جاء ذلك في ختام أعمال الدورة ال 144 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري التي عقدت في القاهرة برئاسة الامارات الليلة الماضية.
وحذر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) من مغبة تماديها في استفزاز مشاعر العرب المسلمين حول العالم من خلال التصعيد الخطير لسياساتها وخطواتها غير القانونية التي تهدف الى تهويد وتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا ومكانيا والسماح لليهود بالصلاة داخل أسواره.
ودان بشدة ‘هذا التجرؤ الاسرائيلي على المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين’ محذرا قوة الاحتلال من أن هذه الاعمال الاستفزازية لمشاعر المسيحيين والمسلمين حول العالم ‘من شأنها أن تحيل المنطقة الى مزيد من العنف والتطرف والنزاع الديني’.
ودعا المجلس مؤسسات المجتمع الدولي المعنية والأطراف الفاعلة فيه الى ‘الخروج عن صمتها واتخاذ اجراءات فورية وحازمة لالزام اسرائيل بوقف والغاء كافة الاجراءات التهويدية للمسجد المبارك والمدينة المقدسة’.
وأكد في الوقت ذاته ‘العزم على التصدي لمثل هذه الاعمال العدوانية بكل الطرق المتوافقة مع القانون الدولي واليات العدالة الدولية حتى ترتدع سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن مثل هذه النوايا والاعمال’.
كما دانت العديد من الدول العربية وفي مقدمتها الاردن والسعودية وقطر ومصر والمغرب اعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه من قبل القوات الإسرائيلية والمتطرفين اليهود معتبرين أن تلك الممارسات الاستفزازية بمثابة ‘الشرارة’ التي ستؤجج الصراع والتطرف وتغلق الامال امام اي تسوية سياسية.
بدورها دانت السلطة الوطنية الفلسطينية بشدة عملية الاقتحام حيث قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابوردينة ان القدس الشرقية والمقدسات الاسلامية والمسيحية ‘خط احمر’ مؤكدا ان الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي امام الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى.
واضاف ابو ردينة في بيان صحفي ان الرئاسة الفلسطينية ستتخذ جميع الاجراءات لوقف الهجمة الشرسة على الاقصى مشيرا الى ان رئيس السلطة محمود عباس اجرى اتصالات مكثفة مع اطراف عربية واقليمية ودولية سيما مع الجانبين الاردني والمغربي ومنظمة التعاون الاسلامي.
من جانبها طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بعقد قمة اسلامية طارئة للتصدي للعدوان الاسرائيلي المستمر على المسجد الاقصى ووقفه فورا.
ودعت الوزارة في بيان صحفي المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته تجاه التصعيد الاسرائيلي الخطير الذي يمثل ‘ربع الساعة الاخير’ في تقسيم الاقصى مبينة انها تتابع باهتمام بالغ التصعيد الخطير في الهجوم الاسرائيلي على المسجد.
من جانبه دان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني بشدة اقتحام المسجد الاقصى معتبرا انه ‘امتدادا للجرائم والإرهاب الذي ما زال يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي لتمرير مشروعه الرامي لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا’.
ودعا المجتمع الدولي الى التحرك الجاد من أجل وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته مشددا على ضرورة عدم غض الطرف عن الجرائم الإسرائيلية في المسجد الأقصى ‘والتي من شأنها أن تغذي العنف والتوتر في المنطقة والعالم كله’.
وأكد أن هذا التصعيد الخطير في الاعتداءات الإسرائيلية سيدرج على جدول أعمال الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية الدول الأعضاء المزمع عقده في نيويورك نهاية الشهر الجاري.
بدوره اكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم ضرورة بلورة تحرك عربي رسمي وشعبي لوقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني واخرها الاعتداء على المصلين في المسجد الاقصى.
وقال الغانم في تصريح صحفي ‘لابد من تحرك عربي وفق اليات مدروسة ومتفق عليها تستهدف فضح تلك الممارسات الاسرائيلية امام الراي العام العالمي ووضع المجتمع الدولي والدول الكبرى امام مسؤولياتها الاخلاقية’.
واضاف ان الشجب والاستنكار لم يعد يكفي ازاء استمرار الغطرسة الاسرائيلية ولابد من خطوات سياسية ودبلوماسية عملية وفعالة على المستويات العربية والاسلامية والدولية.
ودعا الغانم الدول العربية الى فعل كل ما يمكن لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني واعانته على الوقوف بوجه آلة التدمير الاسرائيلية.
من جانبه دان رئيس البرلمان العربي احمد بن محمد الجروان بشدة اقتحام قوات من جيش الاحتلال الاسرائيلي لباحات المسجد الأقصى المبارك ومحاصرة المصلين.
وأعرب في بيان عن رفض الشعب العربي المطلق لهذه الأعمال ‘الاستفزازية’ والمخالفة للقانون الدولي والانساني مشددا على ضرورة ان تتوقف اسرائيل فورا عن سياساتها الارهابية تجاه المسجد الأقصى ومرتاديه العرب والمسلمين.
وطالب الامم المتحدة والدول الداعمة لاسرائيل بالتوقف عن ‘محاباة’ اسرائيل ومعاقبتها على تكرار جرائمها واعتداءاتها على المقدسات والقوانين والتشريعات الدولية.
وناشد باسم البرلمان العربي الدول العربية والأحرار في العالم اجمع للتصدي لكل المحاولات والاجراءات الاسرائيلية ضد الأماكن الاسلامية والمسيحية المقدسة في القدس الشريف.