في طريق يتساقط فيه أكثر مما يبقى، يتساقط شعر مريض السرطان بفعل قوّة العلاج الكيمائي التي تكافح الخلايا السرطانية بقدر ما تُكافح الخلايا الصحيحة، لتقع خُصلات كاملة صريعة على وسادة النوم، تاركةً وراءها بُنيان نفسي هشّ.
سُقوط الشعر رُبما ليس أصعب الآثار الجانبية للعلاج الكيمائي، إلا أنه، وبالأخص «مُحاربات السرطان»، أكثر عُرضة للتضرر النفسيّ، نظرًا لما قد تعنيه لهُن شعورهن، وما قد يشعُرن به إزاء فقدهن له في هذه الرحلة الشاقة بمُصاحبة المرض.
وفي حين تلجأ كُل «مُحاربة» للتعامل مع فقد الشعر بطريقتها، والتحايل على الأمر بطُرق مختلفة، يبقى عبء شراء «الباروكة» حملاً ماديًا ومعنويًا ثقيلاً فوق أعباء المرض والعلاج والمُحاربة، وتأتي «لفتة» التبرُع بالشعر لمريضات السرطان من أخريات معافيات لفتة مُلهمة في الطريق.
«المصري لايت» في هذا التقرير تجيب على أسئلة مُتواترة من واقع حملة التبرُع بالشعر لصالح مُحاربات السرطان، بواسطة «رانيا محمد نصّار» مديرة الفاعليّات في الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان.
5. ما هو طول الشعر المطلوب للمساهمة في صنع باروكة؟
خمسة عشرة إلى عشرين سنتيمترًا فما أكثر هُم الطول المناسب والمطلوب للمساهمة في صُنع «باروكة» من الشعر الطبيعي، إلى جوار خمس إلى ست خُصلات آخرين يتم غزلهُم جميعًا سويًا، ولا يشترط فيهم أي نوع من أنواع الشعر، ولا لون بعينه، ولا درجة مُعيّنة من التجعيد أو الانسدال.
4. كيف تقص الشعر؟
قومي بغسل شعرك جيدًا، وإزالة أي أثار لمُستحضرات من عليه فيكون نظيفًا تمامًا، ثم قومي بتسريحه على هيئة «ضفيرة»، معقودة لدى أولها وآخرها برباط شعر، وقصّه بمقصّ حاد لدي بداية الضفيرة، أو من عند النقطة التي تودّين القص من عندها.
تأتي بعد ذلك مرحلة التجفيف، والتي لابُد أن تتم تمامًا قبل وضع الشعر في كيس بلاستيكي تمهيدًا لإرساله للغزل.
3. من يمكنه التبرع؟ ولمن سيتبرع؟
أي شخص يمكنه التبرُع بالشعر، لا يُشترَط سن بعينه أو ظروف صحية بعينها للتبرُع. وعلى مدار جميع حملات التبرُع على مُستوى العالم توجد نماذج متعددة للتبرُع من طفلات تقررن قص شعرهن أسوة بوالداتهُن لهذا الغرض.
لـ«محاربات السرطان»، وهو اصطلاح عالميّ يُطلق على مريضات السرطان صاحبات الإرادة، واللاتي تكافحن الخلايا السرطانية بغير هوادة، وتفضّل «الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان» وممثليها إطلاق هذه الوصوف على مريضات السرطان التابعات للجمعية، للإيحاء بالمعركة الشرسة التي يخُضنها، صرفًا للنظر عن نتيجة المعركة، ومنهُن محاربات سابقات، ومحاربات حاليّات، أي محاربات كنّ مصابات في الماضي وهُن الآن متعافيّات وتقدمن الدعم لغيرهن، ومصابات في الوقت الحالي في مرحلة العلاج، وربما أيضًا لا يتوانين عن تقديم الدعم لغيرهم.
2. أين يُرسل الشعر؟
تأتي مرحلة إرسال الشعر كمرحلة تالية على مرحلة قصّه وتجفيفه، ووضعه في كيس بلاستيكي، ثم وضعه في مظروف، وكتابة اسم وعنوان الجهة التي تودّ التبرُع إليها، أو توصيله يدًا بيد إلى مقر الجهة التي تقبل تبرُعات الشعر، تمهيدًا لإرساله لأحد مصففين الشعر الماهرين لغزله في «باروكة».
وتُعد «الجمعية المصرية لدعم مرضي السرطان» حاليًا الجمعية الوحيدة في مصر التي تدعو للتبرُع بالشعر بشكل دائم، إلى جوار بعض حملات التبرُع التي ينظمها أفراد مستقلوم من فترة إلى أخرى، وتتلقى التبرُعات إلى جوار أنشطة الجمعية التوعوية التي تستهدف تقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان، ويمكنك معرفة المزيد من المعلومات عن طريق صفحتها على فيسبوك من هنا.
1. ما هي أهمية التبرع؟
في حين تستهدف عشرات المؤسسات دعم مرضى السرطان عن طريق تقديم الدعم الصحيّ والماديّ لهُم، تبقى فكرة التبرُع بالشعر فكرة ملهمة لمريضة السرطان؛ لأنها لا تهتم بالجانب السلبي في رحلتها، بقدر ماتهتم بالجانب المشرق وهي فكرة تمسكها بالحياة في أبهى صورة.
علاوة على ذلك، وبالرغم من أهمية التبرُع الماديّ لدعم مسيرة مريض السرطان ضد المرض، إلا أن «خُصلة» الشعر التي تساهُم في صُنع «باروكة» شعر لها دورها الكبير في الدعم، وإيصال رسالة نبيلة بأن المُحاربة مدعومة بقوة المجتمع الذى يأبى ألا يراها إلى سعيدة وراضية وقوية نفسيًا.