خارج التغطية /
‘تويتر’ في الكويت وسيلة تنافر اجتماعي
ناصر المطيري
«تويتر» في الكويت هو المنبر الاعلامي الأول الذي يحظى بتفاعل اجتماعي كبير، وأصبحت الرسالة الاعلامية «التويترية» الموجهة من خلاله ذات تأثير كبير تحمل التوجيه والتغيير الايجابي لو استخدمت هذه الوسيلة التواصلية بالشكل السليم ووفق الأخلاقيات الاعلامية الصحيحة.. المشكلة ان «تويتر» أصبح وسيلة اعلامية سلبية في الكويت تأثيرها غير محمود اجتماعياً حيث تحولت التغريدات الى مشاجرات كلامية ومعارك سياسية بالوكالة وتخاصم اجتماعي. ما يحصل في «تويتر» أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعي لايمكن ان يحكمه قانون مثل قانون الجرائم الالكترونية مهما بولغ في العقوبات المفروضة فيه، وذلك باعتقادنا يعود الى سببين: أولهما ان من يمارس الانحراف الاعلامي أخلاقيا هم أشخاص يتوارون عن الأنظار وبعيدون عن طائلة القانون مستخدمين في تحقيق مآربهم بعض ضعاف النفوس ممن يرتزقون على استهداف الأشخاص والتجريح بهم بلا ضمير ولا وازع ديني او انساني. والسبب الثاني ان الفحش والبذاءة والتراشق الاعلامي عبر «تويتر» وما يدور من شتائم وقذف بين بعض المغردين هي في الأصل انعكاس لأزمة أخلاق اجتماعية بدأت تتفشى بعيداً عن قيم المجتمع والعلاقات التي تربط أفراده. لذلك فالأزمة بالدرجة الأولى هي أزمة أخلاقية اجتماعية تنتشر وتلوث المجتمع وتقطع أواصر العلاقات بين أبناء البلد بسبب مطامح وأطماع يسعى لها البعض من ذوي النفوذ، وللأسف وقود هذه المعركة هو هذا الجيل من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ممن تتكون لديهم ثقافة سيئة من التخاصم والسباب والتشفي والتجريح، وبدلاً من ان يكون دور «تويتر» ووسائل التواصل الأخرى هو خلق روابط اجتماعية أوثق بين الناس وابناء المجتمع الواحد للأسف اصبح «تويتر» من وسائل التنافر والتشاحن الاجتماعي. المسؤولية في هذا الأمر تقع على الأجهزة التربوية والاعلامية في البلد من أجل تدارك الممارسات الانحرافية لوسائل التواصل وأثرها الضار على المجتمع.