أكد معهد الكويت للأبحاث العلمية أهمية بناء وتطوير القدرات الوطنية في مجال جمع وإدارة وتفسير البيانات المتعلقة بالموارد المائية وضرورة استخدام تقنيات متقدمة لمحاكاة النظم الهيدرولوجية وطرق إدارتها.
وقال المدير التنفيذي لمركز أبحاث المياه في المعهد الدكتور محمد الراشد في كلمته الافتتاحية اليوم لورشة العمل المشتركة بين المعهد والوكالة الدولية للطاقة الذرية إن التعاون في ابتكار تقنيات حديثة خاصة بموارد المياه من شأنه الحد من مخاطر ندرة المياه والمحافظة عليها.
وأضاف الراشد خلال الورشة المعنونة (النمذجة..أداة لتطوير المياه الجوفية) أن النمذجة من أدوات الإدارة الفعالة لموارد المياه الجوفية وتساعد في سد كثير من الثغرات الموجودة في البيانات الهيدرولوجية وربط إدارتها بالموارد المائية الأخرى.
وأوضح أن النمذجة تقدم تمثيلا متفاعلا لنظام حركة واتجاه ونوعية المياه الجوفية في أي منطقة تتم دراستها من خلال تطبيق مجموعة من المعادلات الرقمية على البيانات المتوفرة والمتغيرات ويمكن الوصول للصورة المتكاملة للوضع الهيدرولوجي.
وذكر أن النمذجة يمكن من خلالها التنبؤ بالتغيرات الممكنة للمياه الجوفية وفق سيناريوهات مختلفة دون الحاجة إلى القيام بإجراء دراسات ميدانية وتجارب حقلية مكثفة ومكلفة قد تكون صعبة التنفيذ.
وبين أن المياه الجوفية تختلف عن المياه السطحية من حيث البيئة الفيزيائية والكيميائية التي تحيط بها حيث تستغرق المياه الجوفية برحلتها في مكامنها من مناطق شحنها إلى مناطق تصريفها عشرات إلى مئات السنين.
ولفت الراشد إلى أنه رغم معدلات السريان البطيئة للمياه الجوفية إلا أن الكميات الكبيرة منها وحركتها على مساحات كبيرة لها تأثير بالغ في حسابات الموازنة المائية والدراسات الخاصة بها.
وأفاد بأن دراسات تقييم الموارد المائية باستخدام النمذجة تحظى بأهمية كبيرة ضمن برنامج تنمية وإدارة موارد المياه وهو أحد البرامج الأربعة التي تشكل الأولويات الإستراتيجية لمركز أبحاث المياه في المعهد.
وأشار إلى أن المركز يضم خبرات ومختبرات ومنشآت ومعدات ميدانية ومخبرية متميزة مكنته من تقديم الخدمات للمستفيدين داخل الكويت وخارجها وتنفيذ الدراسات والاستشارات في مجالات إدارة الموارد المائية وتحلية ومعالجة المياه.
وذكر أن تطوير واستخدام النمذجة الرياضية في إدارة وتقييم موارد المياه تعتبر جزءا مهما من برنامج الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث تم تطبيق دراسات هيدرولوجية عدة تتعلق بإدارة المياه الجوفية مشيرا إلى دعم الوكالة لتنفيذ الدراسات والمشاريع البحثية وتطوير القدرات بالدول الأعضاء.
وقال إن ورشة العمل التي أقامها المعهد تعد إحدى ثمرات برامج التعاون مع الوكالة وتساهم بشكل كبير في بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية وإدارة الجودة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأكد الراشد أن تحقيق الأهداف المرجوة من الورشة سيشجع على التوسع في تطبيق نظام النمذجة وتطبيق أدوات تكنولوجيا المعلومات ذات الصلة من خلال تعزيز الجودة والفعالية والكفاءة.
وأشار إلى تطلع مركز أبحاث المياه بالمعهد إلى مزيد من التعاون المثمر والبناء لتطوير القدرات البشرية والتجهيزية في وقت أصبح موضوع الماء وندرته يلقي بظلاله على مختلف بقاع العالم .