رسالتي / ضريبة التهاون
عبدالعزيز صباح الفضلي
من أعظم مسؤوليات الدولة أن تحافظ على ما يسميه أهل العلم «الكليات الخمس» وهي الدين والعقل والنفس والعرض والمال «وهي أمانة تُسأل عنها أمام الله تعالى، وقد اعتذر النبي عليه الصلاة والسلام عن تولية أبي ذر الغفاري للإمارة بسبب ضعفه».
هناك ثلاثة أخطار تداهم بلادنا التي نعيش عليها، والسكوت عندها سيؤدي إلى غرق السفينة، وهي خطر أمني، وآخر أخلاقي، والثالث مالي، ومن واجب الدولة أن تتصدى لها جميعا.
أما الخطر المالي: فهو محاولة البعض نهب ثروات الدولة وأموال المواطنين بطرق غير مشروعة، فيستغل منصبه ليكوّن ثروته على حساب المال العام، والدولة مطالبة بكشف هؤلاء وملاحقتهم ومعاقبتهم ليكونوا عبرة لمن خلفهم، وأتمنى من وزارة الشؤون خاصة عدم التساهل مع بعض إدارات الجمعيات التعاونية والتي تثبت عليها التجاوزات المالية وإهدار حلال المساهمين.
والخطر الثاني هو الأخلاقي، وكم من بلاد خربت وتدمرت بسبب انتشار الفساد الأخلاقي فيها وكما قال الله تعالى: «وإذا أردنا أن نُهلك قريةً أَمَرْنا مُترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا»، وبلا شك فإن هناك شكاوى عن بعض الأماكن المشبوهة عند الجزر وبعض الشاليهات والشقق، لأصحاب النفوس الدنيئة، والتي تُحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وأمثال هؤلاء لا يجوز التساهل معهم أو التستر عليهم، فهم نبتة خبيثة ستفسد من حولها إن لم يتم اقتلاعها.
ومن أعظم الأخطار التهديد الأمني للبلد، والذي تكشفت بعض خيوطه من خلال القبض على ما عرف باسم (خلية العبدلي)، والتي كشفت عن الكم الهائل من الأسلحة والذخائر، والتي تدل دلالة واضحة على حجم الجريمة التي كان يخطط لارتكابها، تلك الأسلحة التي احتوت على ذخائر تصلح لشن هجوم أو مواجهة جيوش، وليست للاستعمال الشخصي أو لحماية النفس.
وأتعجب ممن يدافع عن تلك الخلية، ويقول إنها أسلحة مكدسة من أيام الغزو، وأن ذلك تم بمعرفة أحد أبناء الأسرة!، ونقول إن هذا لا يبرر تخزينها خاصة بعد انتهاء مهلة تسليم الأسلحة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، ثم هل من الممكن أن يُبرر لنا هؤلاء وجود أعلام لجمهورية إيران ورايات لـ«حزب الله» بحوزتهم؟، وهل هي أيضا من مخلفات الغزو؟!
هناك العديد من المؤشرات الخطيرة والتي تستدعي أخذ الحذر والحيطة، فلقد سمعنا من بعض أصحاب سيارات أجرة المطار عن توصيلهم لبعض المسافرين القادمين من إيران من ذوي البنية القوية إلى السفارة الإيرانية مباشرة فور وصولهم للبلاد.
ونريد أن نعرف ما هو مصير تلك الشحنة التي كانت محملة بملابس عسكرية للجيش الكويتي وكانت ستُهرب إلى إيران عبر ميناء الدوحة والمتهم فيها عسكري بوزارة الدفاع، وإيرانيّيْن اثنين كانت البضاعة محملة على قاربهما؟
محاولات إيران لاختراق الأمن الكويتي كثيرة، ولا أعتقد أن أحدا يمكن أن ينسى الشبكة التجسسية والتي تمت إدانتها في أحكام قضائية نهائية، ونذكر هذا حتى لا يأتي أحد ليزايد أو يدافع عنها كما حصل من قبل بعض ضعيفي الولاء.
أخيرا نتمنى أن نرى حزماً من قبل الدولة تجاه من يريد العبث بأمنها واستقرارها، وإنزال أشد العقوبات عليه متى ثبت إدانته، وأن تتابع وتحاسب المتعاطفين مع خلية العبدلي، كما حصل مع المؤيدين لفكر «داعش».