عن حملات الحج المنخفضة التكاليف!.. يكتب وليد الغانم

حملات الحج المنخفضة التكاليف

وليد عبدالله الغانم

مبادرة ممتازة أعلنت عنها وزارة الأوقاف بتخصيص مقاعد للمواطنين الراغبين في الحج بتكاليف منخفضة بحيث لا تتجاوز تكلفة الحاج 900 دينار، شاملة التذاكر والسكن المناسب واداء المناسك. وهذه التكلفة تعتبر معقولة مقارنة بالمبالغ الخيالية التي تعلن عنها حملات الحج الكويتية في السنوات السابقة.
1200 مقعد للحجاج بالسعر المخفض، وبإدارة حملات جيدة، وبعضها ذات سمعة عالية في تنظيم رحلات الحج، وهذه تجربة حري بنا ان ندعمها ونشكر من تولى تنفيذها وسعى لإنجاحها، ونأمل استمرارها والتوسع بها مستقبلياً لتيسير الحج على الراغبين فيه، خصوصاً ممن لم يتسن لهم الحج من قبل أو من تقادم عهده بالبيت الحرام.
إن مغالاة بعض الحملات في أسعار الحج وحرصها على إسباغ مظاهر الترف والراحة والدعة للحجاج، أمر محير حقاً، واذا كان الجانب التجاري واضحاً في هذا الشأن بلا شك فإن آثاره غير الحميدة لم تعد خافية على احد من تساهل البعض في اداء الشعائر على وجهها الصحيح، وتفاخرهم في مقدار تميزهم عن باقي المسلمين، وحرصهم على اظهار هذا التميز ومقارنته مع باقي الحملات، حتى يكاد ينسى البعض عظمة شعائر الحج ورهبانية المناسك واستشعار العبودية للمولى جل وعلا بسبب انغماسه في وسائل الترف والحرص على التخفيف من الاعمال والعبادات والاقتصاد في اوقاتها، والملام في ذلك بعض حملات الحج قبل الحجاج في مبالغتهم بالترفيه والتخفيف عن اعضاء حملاتهم.
نطالب وزارة الاوقاف بالاهتمام بهذه المبادرة ودراستها جيداً هذا الموسم وتقييمها بشكل فعّال للحفاظ عليها في المواسم المقبلة، والتوسع فيها، وقد كنت اتمنى لو ان الوزارة اعلنت عن هذه الحملات المنخفضة التكاليف في وقت مبكر ليعلم الناس ويتمكنوا من التسجيل فيها، ولتكون سبباً للمنافسة الحقيقية بين باقي الحملات في تخفيض اسعارها واستقطاب الراغبين في الحج.. ونصيحة اخيرة لمن وفقه الله تعالى لزيارة بيته واداء المناسك الكريمة، انشغل بطاعة الله، واستغل ايامك المعدودة في الحج بالذكر والعبادة والدعاء، ولا تنفتن بما فتن به الناس من وسائل التواصل الاجتماعي بتصوير ساعات الطاعة وأوقات العبادة ونشرها فإن اخفاءك لعبادتك اعظم لاجرك وانقى لقلبك وابعد لك عن الرياء المبطل للعمل.. والله الموفق.
***
رسالة أخيرة: الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في رعاية وخدمة بيت الله الحرام وزواره تستحق الشكر والدعم والتأييد، فجزاهم الله عن المسلمين خير الجزاء.