تقطع الطيور المهاجرة مسافات هائلة عبر الصحاري والمحيطات برحلة موسمية تقوم بها على شكل أسراب وتصل إلى هدفها عبر طريق واحد يتطابق مع نفس الوقت الذي وصلت فيه العام الماضي، وتستمر بالطيران المتواصل لعشرات الساعات ليلاً ونهاراً باحثة عن المناخ الجيد والطعام والتزاوج.
وقد أصبحت هواية الصيد لهذه الطيور أكثر انتشاراً، وخاصة في الدول التي تمر بها رحلة الطيور المهاجرة ومنها المملكة، والتي تمر من خلال المنطقة الشمالية في كل عام خلال شهر سبتمبر أعداد مليونية من هذه الطيور بمختلف أنواعها وأشكالها، إلا أن هذه الهواية تحولت إلى ظاهرة للصيد الجائر وبأعداد كبيرة تصل إلى مرحلة الإسراف والقتل لمجرد المتعة فقط.
ومع انتشار محلات بيع المستلزمات البرية وتوفيرها لجميع مستلزمات الصيد الحديثة أصبح بإمكان الجميع الحصول على الأدوات التي تجعل من الصيد وفيراً وسهلاً.
وتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات لصيادين يتباهون بأعداد كبيرة جداً من الطيور المهاجرة التي اصطادوها، ويتنافسون للحصول على العدد الأكبر والتمثيل بها بتغطية السيارة بشكل كامل أو كتابة عبارات معينة بالطيور المقتولة.
ويطالب أهالي المناطق الشمالية التي تعاني من ممارسات الصيد الجائر للطيور بتطبيق قوانين الصيد لحماية الحياة الفطرية، مؤكدين أن الطيور باتت تواجه خطر الانقراض بسبب صيد أعداد كبيرة منها من قبل الصيادين، وهذا يشكل خطراً على ثروات الوطن الفطرية والأمن البيئي، واصطيادها بهذه الأعداد الكبيرة التي تزيد على الحاجة وتصل إلى الإبادة الجماعية مخالفة لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
ومن الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة الصيد الجائر هي عدم وجود إجراءات فعلية من قبل الهيئة السعودية للحياة الفطرية، ولا توجد إجراءات مشددة من قبل الأجهزة الأمنية في مثل هذا الوقت على الطرق البرية أو المؤدية لمناطق الصيد المعروفة لمراقبة وضع الأسلحة والتأكد من نظاميتها وطريقة استخدامها.