وجع الحروف / وزير التربية بين الهدم والبناء ‘اجتماعياً’!
د. تركي العازمي
قرأت تصريحا لوزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى يوم الخميس 17 سبتمبر الجاري… وقلت «طاف» لأنني صراحة «حيرني معاه» لكن افتتاحية «الراي» عدد الجمعة 18 سبتمبر الجاري أجبرتني على كتابة ما تبعثر في مخيلتي. عرضت لنا افتتاحية «الراي» حالة انتخابات الجامعة الأخيرة داخل أسوار الجامعة وما شابها من عنصرية٬ طائفية٬ قبلية… هذا يرشح هذا وذاك يصرح بدعم لممثل لهم وليتها «وقفت» على هذا «وبس»… لقد أزعجوا أحبتنا من الطلبة الباحثين عن تلقي العلم وخدمة الطلبة من دون «تعصب»! وعودة لما صرح به الوزير يوم 17 سبتمبر الذي كشف فيه عن توجه لنقل بعض محتويات منهج اللغة العربية إلى مادة التربية الإسلامية والقرآن الكريم للمرحلة الثانوية، وأكد عزمه مواصلة هدم المدارس المتهالكة التي أغلقت منذ أكثر من 7 سنوات لافتا إلى إن قضية المنشآت التربوية همه الأساسي منذ تولى مهام الوزارة (انتهى الاقتباس). طبعا «الحيرة» التي أصابتني سببها يعود لعامل الاستدلال لعمل مقارنة بين ما هو مطلوب من الوزير وما يقوم به بحكم تخصصه في علم الاجتماع. يعلم الوزير جيدا إن تقدم الدول مرهون بمستوى التعليم وجودة مخرجاته… يعني تطور بلد من دون تعليم وتربية متميزان «اغسل إيدك»! للاستدلال… وزير التربية قبل عام في أكتوبر 2014 صرح بأن «المناهج على رأس أولوياتي» و(وزارة التربية «شاخت» وتحتاج إلى نفضة). نحن كأولياء أمور طلبة مدارس في مختلف المراحل ولدينا طلبة يدرسون في المرحلة الجامعية نبحث عن القيمة المضافة أولا بغض النظر عن الأولويات… نحن نبحث عن تحصيل علمي يأتي من محتوى مقررات يراجعها أهل الاختصاص من شأنها زيادة التحصيل العلمي والأهم تحسين الأداء السلوكي تربويا حيث هناك علاقة وثقى بين جانبي التعليم والتربية. نحن نريد حرما جامعيا نفتخر بطلبته وأعضاء هيئته التدريسية وهنا تأتي عملية «الهدم الحقيقية التي نبحث عنها كمراقبين وأولياء أمور ونلخصها بالآتي: ـ أسوار الجامعة يجب أن تحاط بتنظيم يعزز تقوية النسيج الاجتماعي وهنا دور الهيئة التدريسية… هدم كل مظاهر العنصرية٬ الفئوية٬ القبلية في انتخابات الاتحادات والجميعات. ـ أسوار المدارس تختلف عن الجامعة التي ذكرت تفاصيلها افتتاحية «الراي» فهي من الخارج في بعض المناطق تشهد«مشاجرات»تصل إلى استخدام الآلات الحادة ولدينا طفل يعالج منذ أشهر عدة في أميركا بسبب مشاجرة أبتلي بها وقد ذكرناها سابقا مع اقتراح لحلها… فهدم الرقابة الأمنية والانفلات السلوكي مطلوب بالتنسيق مع وزارة الداخلية. ـ الدروس الخصوصية تحتاج إلى هدم… وتعزيز التواصل بين المدرسة والبيت«أولياء الأمور»مطلب حتمي وهدم الاعتماد عليها ومحاسبة من ينشر عنها مطلب حتمي. ـ جامعة الشدادية مشروع أقيم في عام 1986… وهي مطلبنا للابتعاد عن«الربكة المرورية» في كيفان والخالدية ! ـ جامعة جابر… أين موقعها من الإعراب نريد أن نهدم«البيروقراطية»للاستعجال بتنفيذها هي وجامعة الشدادية. ـ ترتيب جامعة الكويت والجامعات الخاصة بحاجة إلى مراجعة لتحسين موقعها ضمن التصنيف العالمي كــ QS وغيره من المعايير الأكاديمية المعتمدة دوليا من خلال المناهج وعدد الدكاترة والبحوث المنشورة… إلخ. إنني وغيري من الأخوة الكرام نعلم بأن هناك خللا في نظام التعليم العام بجميع مراحله التي تخرج لنا بعض الطلبة ممن لا يستطيعون كتابة اسمهم باللغة الإنكليزية ناهيك عن المحصلة التربوية التي أبرزت وجهها السلبي افتتاحية «الراي». نعيد ونكرر… تقدم الدول يقاس حسب مستوى تطورنظامها التعليمي العام والعالي ولنا في سنغافورة وماليزيا وبعض الدول المجاورة خير مثال. المسألة لا علاقة لها بــ«هدم المباني» نحن أحوج إلى التحرر من الدوران إلى الوراء… ولو قام الوزير بمراجعة ملفات جميع اعضاء الهيئة التدريسية في التطبيقي والجامعة ومراجعة أسماء الجامعات التي تخرجوا فيها خصوصا في التطبيقي لعرف السبب… ولو قام الوزير بالبحث في سبب رسوب 10 من أصل 13 ممن تقدموا لوظائف مديري مناطق تعليمية لفهم ما نرمي إليه. خلاصة القول… نحن مع الوزير لإصلاح الجسد التربوي وتنظيم الامور في الجامعة والتطبيقي والتركيز على التحصيل العلمي ومنح الجانب التربوي والتوعية السلوكية أهمية قصوى و… الله المستعان!