وهج الأفكار / تساؤلات مشروعة!
فاطمة عثمان البكر
كل ما يدور حولنا في هذا العالم، في أحداثه، كوارثه، تحولاته الكبرى، يدعو إلى التساؤل والدهشة، تداخلت الأحداث وأصبحت كشبكة عصية إفرازها، خيوط متشابكة، خطوط متعارضة (شرباكة) يعجز الكل عن فكها، وذلك لأن الكل في داخلها أو يحوم حولها.
ما يحدث اليوم في هذا العالم من أحداث جسام يدعو الى التساؤل المقرون بالدهشة والعجب العجاب، وكأن بوابة الجحيم فُتحت على مصراعيها، دول حباها الله بالخيرات والأنهار والزراعة، وشعوبها تجوع وتعطش حتى الموت.. دول حباها الله بالخيرات والأمن وشعوبها نازحة في عرض المحيطات (طلباً للحياة.. ليس إلا) وتقف على أبواب الدول البعيدة بذلة ومهانة لم يسبق لهما مثيل، ونصفها يموت في عرض المحيطات لقمة شهية للحيتان والأسماك.. دول كان يوما ما يطلق عليها البلد السعيد فإذا هو اليوم البلد التعيس.. وكل ما يحدث بفعل أهلها كالأمم السابقة، والأقوام الغابرة، وكأننا نعود إلى التاريخ القديم، وقصص الأولين، فالله يعطي الخير كل الخير، ولكنه ظُلُم الإنسان لأخيه الإنسان، والطغيان والعصيان لأوامر الله، ليحكموا بالعدل والرحمة، وإلا من خالف سيجعل «آية» للعالمين.. وقد كان!
ما يحدث اليوم، ليس وليد الساعة، لا، ولا حدث الأمس واليوم، بل هو وليد تراكمات من ظلم وفساد، وخيانات، وانتهاكات عبر سنين وسنين نامت في حنايا الجهل، حتى افقدت الإنسان انسانيته، وجعلته ككرة الثلج تتقاذفها الأمواج، حضارات سادت ثم بادت، ونحسب على التاريخ اليوم أمة أكلت عليها الأمم وشربت، وكل ذلك بسبب طغيان الإنسان على أخيه الإنسان، الذي كرمه الله ليعمر هذه الأرض بالخير والحق والعدل، فكيف تنقلب كل الموازين والعهود والمواثيق؟ كان الرد صاعقا ماحقا، حتى تعود الأمور الى نصابها، يعود الرشد إلى الإنسانية الضائعة اليوم، الحائرة الهائمة على وجوهها برا أو بحرا.
الطبيعة، الأرض، شكت من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، زلزال هنا.. وبركان هناك، موت بالمجان، حتى تتعدل كفة الميزان، كوارث تتلوها كوارث، وكأنها نهاية العالم، ربما سيولد عالم جديد، وقد تكون نهاية عالم.