وجع الحروف / وآخرها.. ‘هوشة المحكمة’!
د. تركي العازمي
في يوم الإثنين الموافق 21 سبتمبر الجاري٬ شهدت الكويت حادثة غريبة لم أتوقع حصولها لغرابة الطريقة ومكان وقوع الحادثة.
إنها… «هوشة المحكمة» التي تمثلت باعتداء بعض أبناء الشهيد الشيخ فهد الأحمد رحمة الله عليه على المحامي لؤي الخرافي.
بغض النظر عن الأسباب والتداعيات التي أوصلت إلى الاعتداء المشين بحادث غوغائي في المحكمة التي يفترض أن تكون بعيدة كل البعد عن أي سلوك «مشين» وغريب ودخيل على المجتمع الكويتي.
إنها قد تكون أقرب بالوصف لتغريدة الشاعر الفذ حمود البغيلي، التي قال فيها تعليقا على الحدث «أول العجاجة سحابة…!»… نعم «عجاجة» لا نعلم أي سحابة عبرت فوق ممر قصر العدل الذي تأتي إليه الأطراف المتخاصمة لنيل حقوقها وفق مسطرة القانون.
نسمع عن اعتداء… و«هوشة» هنا وهناك في أماكن نتوقع لها أن تحصل لكن أن يضاف لساحات «الهوشة» الاعتيادية المحكمة فهذا أمر لا نقبله من أي طرف كان.
الحاصل… إنه فيه «شيء خطأ» وهذا لا نعلمه وعلى أصحاب القرار من الحكماء والعقلاء أن يبحثوا فيه وأن تتم معالجته على الفور… فالذي يحصل انعكاساته واضحة عبر ما تتناقله قنوات التواصل الاجتماعي التي «تردح» لأي حدث سلبي وطبعا «هوشة المحكمة» كان الردح «مختلفا» لأن أطراف «الهوشة» ولا سيما المحامي لؤي الخرافي قد تعرض له بطريقة غير مألوفة.
كنت أقول وما زلت أكرر… «عندك حق… القانون موجود وعليك أن تعرف من أين تؤكل الكتف» وإن اكتفيت لسبب أو آخر فكما جاء في القول الدارج «اليد اللي ما تقدر عليها صافحها»!
ما الذي يدفع الإنسان لاستخدام اللسان الذي يعتبر أشد تأثيرا من استخدام أي وسيلة آخرى… ألم تتعظ من كونك إنسانا مسلما… إذا لم تعلم فعليك أن تقرأ بتمعن ما جاء في الحديث الشريف «ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم»!
بعض مشاجرات الصغار الدامية تجدها تبدأ من قول «شفيك تخز» أو أي تعليق آخر يستفز فيه الطرف الآخر وتنتهي «بحبة خشم» بين الكبار… ويبقى الصغار صغاراً!
لو اننا احترمنا آدميتنا وتعايشنا مع بعضنا البعض وفق القنوات القانونية والأعراف الاجتماعية المحترمة لما حصل «هوشة» بين الصغار ولا حتى بين الكبار.
بالنسبة لي وقد يتفق مع البعض… أستطيع أن أفهم تداعيات «مشاجرات الصغار» لسبب وآخر وهي شبه معتادة لكن أن تحصل وفي «المحكمة» وبين أطراف كبار يفترض أن يكونوا في موقع بعيدا كل البعد عن هذه السلوكيات المشينة فهذا هو محصلة الأخطاء التراكمية!
ماذا تركنا للصغار؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
لماذا حصلت «هوشة المحكمة»؟ وهل تسجيل قضية ينهي إفرازات الأنفس أم إنها أشبه بـ «أول العجاجة سحابة» كما ذكر الشاعر البغيلي.
مختصر القول… المحكمة وقصر العدل بأكمله يجب أن ينعم بسير سلس لإجراءات القضايا يبدأ من احترام «المحكمة» ويحترم فيها أحبتنا المحامين فكل يدافع عن وجهة نظره ويسوق الأدلة ويترك الأمر للمحكمة.
نريد العدل يا سادة في الحكم على سلوكياتنا الدخيلة التي كان آخرها «هوشة المحكمة» رأفة بالصغار ومنعا لضعاف النفوس ممن تجدهم «يتلقفون» أي حدث مشين و«هات تعليقات» و… عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم جميعا.