ها هو عيد الأضحى ‘المبارك’ مر علينا مرور الكرام، وما زالت شعوب الأمة العربية تنزف وتئن من جروحها المتوالية ، فاليمن أصبح غير سعيد ، والعراق غير قادر على الوقوف على قدميه من أثر الفتن الطائفية والمذهبية ، وسوريا أصبحت أرض المهاجرين والمجازر الدموية والإرهاب ، ومصر أصبح فيها القتل بإسم ‘ جماعة الأخوان’ ، وفلسطين ما زالت تغتصب وتستوطن على أيدي مجرمي الكيان الصهيوني، ولبنان بدوره يعيش أزمة الأحزاب السياسية المفككة والفتن الطائفية ، فأي عيد ‘حزين’ يمر على أمتنا العربية والإسلامية ، وأي ‘ فرحة ما تمت ‘ تعيش بها شعوبنا العربية، وأشقائنا وأخواننا في البلاد العربية يقتلون ويعذبون ويشردون، والساسة العرب منشغلون بالتهاني والتبريكات فيما بينهم ، وشعوبهم تصرخ من ويلات قادتهم.
نعم فالعيد هو البهجة والسرور والفرحة ، ولكن للأسف في أوطاننا العربية أصبح العيد هو السجن الكبير للشعوب العربية ، وأصبح مقبرة للشهداء حيث يشتري الوالد كفنا لإبنه بدلا من أن يشتري له لباس العيد في سوريا والعراق ، وأصبحوا يعزوا بعضهم البعض بفقدان أبنائهم بدلا من تبادل التهاني بالعيد، وأصبح العيد صالة ملاهي كبرى، ولكن بأصوات القنابل والبراميل المتفجرة والمدافع التي تقع على رؤوس الأبرياء، فقد غطى الحزن والدمار والخراب فرحة شعوب أمتنا العربية، فهناك من يقتلون ويشيعون في هذه اللحظة ، وهناك من قتله الحصار في أرض فلسطين ، وهناك من تحول عنده العيد إلى رحلة عذاب وشقاء كالمهاجرين السوريين، والمصيبة الكبرى أن بطاقة تذاكرهم هي ضياعهم أو موتهم في البر والبحر .
ويصف أحد الشعراء قدوم العيد بقوله ‘ يا عيد جئت وقومي الموت يحصدها ، يا عيد جئت وأرضي النار تحرقها ، يا عيد جئت وطائرات الغدر ترشقها، في كل دار ترى الأحزان تشركوها ‘ ، فيا أيها العيد الحزين لك منا كل الأسف والإعتذار فما تراه في أوطاننا العربية من قتل وسفك دماء المسلمين بعضهم لبعض، وما تراه في خليجنا العربي من أشخاص مجانين باعوا عقولهم للشيطان يفجرون أنفسهم في مساجد أهل السنة والشيعة، وما تشاهده في سوريا من طوابير صامتة خائفة على أتم الإستعداد للهجرة إلى خارج أوطانهم ، ما هو إلا بداية لعيد حزين بدأ يطفوا على شعوبنا العربية بكل صمت، فلك الله أيها العيد الحزين.
عادل عبدالله القناعي