نسمات / السعودية.. تهز أركان العالم
د. وائل الحساوي
انتهت فترة مهمة من أعيادنا الدينية السنوية بعودة حجاجنا – حفظهم الله – من رحلة الحج التي تمثل أكبر تجمع إسلامي يفد إليه المسلمون من كل فج عميق، وقد أحزننا ذلك الحادث الاليم الذي حصد أرواح اكثر من 700 حاج بسبب التزاحم وقبلها سقوط الرافعة في الحرم الشريف ومقتل أكثر من مئة حاج ومعتمر!
بالطبع لا يمكننا إلقاء اللوم على الحكومة السعودية في تلك الاحداث الأليمة، فهي تبذل ما بوسعها من اجل توفير السلامة للحجاج وتجند جميع امكاناتها وتنفق المليارات من الدولارات في سبيل تأمين راحة الحجاج وسلامتهم لكن يظل هنالك امور لا يمكن حسابها!
من المستغرب أن تستغل ايران وحلفاؤها تلك الاحداث لكي تصب جام غضبها على السعودية الى درجة اتهامها بتعمد قتل 130 حاجاً ايرانياً، فما هي مصلحة السعودية من قتل الحجاج الايرانيين؟ وحتى لو ارادت السعودية ذلك فكيف يمكنها خلق ذلك التزاحم البشري لقتل الايرانيين، وماذا عن 87 حاجاً مغربياً قضوا في نفس الحادث وهل يمكن ان يكون ذلك مؤامرة سعودية على المغرب؟
لقد كانت السعودية محسودة من الكثيرين بسبب ما منّ الله تعالى عليها من ثروات تمكنها من التحكم بكثير من مقاليد الامور في العالم، وكذلك بسبب تبوئها لمركز خدمة الحرمين الشريفين، والذي لا ينكر الا جاحد حجم الانفاق الذي تقوم به من اجل ضمان راحة حجاج بيت الله والمعتمرين وكيف حولت رحلة الحج الى نزهة.
اما السبب الأهم لمكانة السعودية فهو تمسكها بدعوة التوحيد التي هي اساس الدين الاسلامي وتصديها لجميع مظاهر الشرك والبدع والخرافات التي تجثم على صدور البشرية لتعيدها الى ازمنة الجاهلية الأولى!
اقول بأن السعودية كانت محسودة بسبب تلك المزايا الثلاث، واليوم فقد اضيف الى ذلك ميزة اخرى وهي تبوؤ السعودية لقيادة الدول العربية وبعض الدول الاسلامية في تصديها للعدوان على الدول العربية، واهمها ايران التي تحولت الى دولة استعمارية من الدرجة الاولى في ظل الضعف العربي وتشرذم الدول الاخرى، وقد جاءت «عاصفة الحزم» في اليمن كصدمة لإيران بعد ان هيمنت على اليمن وابتلعته عن آخره.
ولقد تمالأت الكثير من الدول لوأد تلك العاصفة واطفائها بعد ان شعروا بخطورتها عليهم، وشاهدنا كيف تم تشويهها اعلاميا وتصويرها بأنها قوى للعدوان على الشعب اليمني!
وبالامس نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا اشارت فيه الى مقتل اكثر من 4500 يمني أغلبهم من المدنيين في اليمن، بسبب قوات التحالف! فهل بحثت هذه المنظمة في الاسباب الحقيقية وراء تلك الحرب المدمرة، واشارت الى من يتحمل المسؤولية عن وقوع تلك الضحايا؟
نحن نعلم بأن الوضع حساس ومتفجر واعداؤنا يحسبون علينا انفاسنا وستواجه السعودية مشاكل اكبر بكثير مما واجهته لكننا على ثقة بأن تلك العقبات ستزول بإذن الله تعالى وستخرج السعودية قوة اقليمية مرهوبة الجانب ومعها دول الخليج.
المطلوب هو دعم السعودية والوقوف معها في نضالها، وان نقوم باسكات تلك الافواه الحاقدة التي تحلم بالاستيلاء على مكة والمدينة لتأسيس مملكتها الحاقدة التي لا تعيش الا على اضطهاد المسلمين وسفك دمائهم!