كذبة كل الشهور
عبدالعزيز التويجري
من يقول إن الاختلاف في وجهة النظر الآن لا يفسد للود قضية، بل هذا التعبير قد شاب وهرم، وقد يفقد الإنسان حياته لأنه اختلف مع الآخر، وكأننا في عصور مظلمة وغابرة.
فالتغني بالوحدة الوطنية بأغنية موسمية فقط يغنّيها الصغار، ودندنة الكبار شيء موجود ومحبب لدى الكثير منا، وليت الخوف على الآخر دائم، وليس موسمياً كذلك عدنا يخاف بعضنا من بعض قبل أن نخاف على بعض، ويهين ويبغض بعضنا بعضاً، وهذا سبب مشاكلنا وصرنا يخون ويجرح ويتهم كل منا الآخر، وكل هذا لاننا نخاف على الوحدة الوطنية،
اي وحدة وطنية هذه التي بها خوف من الجار قبل المجهول، فلا شيء واضح، لا عدو ولا صديق نراه، فكل ما في الأمر خبث وتوعّد وانتظار، فبعضنا محترف كذب وتلفيق وتدليس وتشكيك بولاءات، فأي ولاءات نحن فيها الآن، فكلنا كويتيون، ولاؤنا لوطننا الكويت، لأسرة حكم ولأمير يحكمنا بدستور ارتضاه وارتضيناه جميعا، فلابد من ان نكون واضحين مع بعضنا، فمن لا يعمل لمصلحة الكويت اولا واخيرا ويعمل لمصلحته، لابد ان يحاسَب مهما علا مركزه الاجتماعي او الاقتصادي او السياسي.
تعبنا من المهاترات السياسية والاجندات الداخلية والخارجية عند البعض، واللعب على وتر الوحدة الوطنية، فهي عند البعض كذبة أبريل، وعند كثير كذبة كل الشهور.