محطات / حلم بها الجد وسيحققها الحفيد!
سامي النصف
في كتاب المؤرخ الموسوعي العلوي إميل عباس آل مخلوف (تاريخ العلويين في بلاد الشام) الصادر في عام 2013، يورد في المجلد الثالث صفحة 542، الوثيقة رقم «3547» من وثائق الخارجية الفرنسية والموقّع عليها من السادة سليمان الأسد «جد الرئيس بشار» ومحمد سلمان الأحمد «بدوي الجبل» وسليمان المرشد «تم اعدامه بعد اتهامه بأنه ادعى الألوهية وقتله لزوجته أم فاتح» وعزيز أغا هواش ومحمود اغا حديد ومحمد بك جنيد ويقول المؤرخ انه ينشر الوثيقة لأهميتها. ومما جاء فيها:
****
دولة ليون بلوم رئيس الحكومة الفرنسية، ان الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله بكثير من الغيرة والتضحيات هو شعب يختلف في معتقده وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم (السني)، واننا نلمس اليوم كيف ان مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم ارسال المواد الغذائية لاخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين الذين جاءوا بالحضارة والسلام ونثروا على أرض فلسطين الذهب والرخاء، ونحن الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على المذكرة نستصرخ حكومة فرنسا الضمان لحريتنا واستقلالنا.
****
وقد قامت الدولة العلوية تحت حكم ابراهيم الكنج أعوام 1930 ـ 1936 الى ان أسقطها العلويون من دعاة الوحدة مع سورية الأم أمثال الشيخ صالح العلي والوحدوي العروبي زكي الارسوزي ورابطة الشباب المسلم العلوي وتحول بدوي الجبل وهو ابن الشيخ الكبير سلمان الأحمد بعد اسره وسجنه من قبل الفرنسيين ولجوئه الى العراق للمطالبة باستقلال سورية، اضافة الى الخلافات الحادة بين اليمنيين والقيسيين من القبائل والعشائر العلوية وخلافاتهم وحروبهم كذلك ضد الاسماعيليين ما جعل خيار الدولة السورية الملاذ الآمن للجميع، وقد زار زعماء «البلاد العلوية» كما أتى في الصحف السورية ـ دمشق عام 1937 ووافقوا على الاتحاد مع سورية والدعوة للاستقلال عن فرنسا مع وضع 15 شرطا لذلك القبول.
****
آخر محطة: 1- واضح ان ما حلم به الجد سليمان الأسد ووقع عليه في الوثيقة سالفة الذكر قد يحققه الحفيد بشار علما بأن العديد من العلويين كحال اجدادهم يرون البقاء ضمن الدولة السورية على شرط الفيدرالية ومنع الانتقام، والقضاء على تنظيم داعش الارهابي الذي ما خلق إلا لتحقيق مخطط تقسيم وتفتيت سورية عبر ارعاب الأقليات الدينية والطائفية وحتى العرقية فيها من أي تغيير قادم للحكم في دمشق.
2- في عام 1958 كان الشوام السنّة يقودون مطالب الوحدة مع مصر، بينما كان كثير من العلويين والدروز والارثوذكس والاسماعيليين والاكراد يدعون إلى وحدة اكثر عقلانية ومنطقية مع العراق، وليتها تحققت لبقيت الوحدة ولما حدث الانفصال عن مصر في 28 سبتمبر 1962 ولمنعت الوحدة مع العراق الانقلابات اللاحقة ووصول ما سمي بحزب البعث للحكم في بغداد ودمشق وما نتج عنه من كوارث لازلنا ندفع اثمانها الباهظة حتى اليوم!
3- لو نشأت دويلات طائفية في سورية مستقبلا وهذا الأمر شديد الاحتمال فلن تتوقف الحروب بينها قط، فهذا كان حالها حتى بدايات القرن الماضي ولم يوقف تلك الحروب إلا الاستقلال وتوحّد الدولة.