يشير اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتن، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما رافق ذلك من تصريحات، إلى تحرك أميركي جاد لبلورة خطة من أجل حل النزاع في سوريا.
فالاجتماع سيكون الأول منذ عامين شهدا كثيرا من الخلافات بين العاصمتين، على رأسها القضية الأوكرانية، وما تبعها من حملة أميركية دولية لمعاقبة موسكو على ضم شبه جزيرة القرم.
لكن إذا كانت أوكرانيا أوقفت اللقاءات عالية المستوى بين الجانبين، فإن سوريا هي التي أعادتها، بعدما أصبح هناك أمر واقع جديد تسبب فيه التدخل العسكري الروسي المباشر في الأزمة، مما استدعى تحركا أميركيا دبلوماسيا لإطلاق مبادرة بشأن تسوية سياسية في سوريا.
ويأتي التحرك الأميركي بعدما انتقلت واشنطن من خانة الرفض التام لأي دور سياسي لبشار الأسد في عملية انتقالية بسوريا إلى القبول المبدئي بوجوده في إطار هذه العملية على الأقل.
ومما عزز من التوجه الأميركي الجديد، لقاء وزير الخارجية جون كيري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك، وإعراب كيري عقب اللقاء عن تفاؤله بتحقيق تقدم في سوريا.
وتعطي هذه التصريحات انطباعا بأن الأميركيين ربما يريدون أن تشارك طهران الحليف الأقرب لنظام للأسد في خطة جديدة لإيجاد حل هناك، إلى جانب لاعبين دوليين آخرين.
ومن غير المعروف طبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران بالتحديد في إطار مبادرة أميركية جديدة، لكن التأثير المباشر لطهران على حليفها الأسد يمكن أن يستغل لصالح تسوية سياسية.
وقال دبلوماسيون إن إيران يمكنها بحث رحيل الأسد، لكنهم أشاروا إلى أنها تريد أن تخلفه حكومة أخرى في سوريا لا تعطل مصالح إيران تماما.
وقال مسؤولون غربيون إن المبادرة الأميركية، التي مازالت في مهدها، يمكن أن تجمع روسيا مع دول أخرى تؤيد المعارضة وترفض أي دور، ولو انتقالي، للأسد.
والاتصال الهاتفي الذي أجراه، السبت، الرئيس الروسي بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قبيل توجه الأول إلى نيوريوك، يشير إلى أن موسكو أيضا منفتحة على بلورة خطة ما.
لذا فإن لقاء بوتن وأوباما سيتعدى فكرة كسر الجليد بين البلدين، إلى محاولة دولية لفك طلاسم الأزمة السورية المعقدة.