انطلقت الانتخابات الإقليمية في (كتالونيا) الإسبانية صباح اليوم لاختيار مجلس البرلمان وتشكيل الحكومة الجديدة في أجواء يسودها الترقب والتوتر الشديدين لا سيما انها الانتخابات الأولى التي تتبنى قضية اساسية وشبه وحيدة وهي الانفصال عن إسبانيا وفتح باب الاستقلال.
واستدعي 5ر5 مليون ناخب في الإقليم الواقع شمال شرق إسبانيا لصناديق الاقتراع لاختيار النواب ال135 الذين سيشكلون البرلمان الإقليمي للمنطقة.
وافتتحت مركز الاقتراع ال2697 المتوزعة في المحافظات الأربع للاقليم الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي لتبدأ عقبها عملية فرز الأصوات.
ويبلغ عدد الناخبين في محافظة (برشلونة) وحدها 9ر3 مليون شخص علما ان العدد الإجمالي للناخبين في (كتالونيا) ازداد بنحو 164 ألف شخص مقارنة بالانتخابات الإقليمية السابقة التي أجريت في 25 نوفمبر 2012.
وكان رئيس (كتالونيا) السابق أرتور ماس أعلن في يناير الماضي تقديم الانتخابات الاقليمية في المنطقة الى 27 سبتمبر بعد ان كانت مقررة في نهاية العام المقبل وذلك ضمن المساعي الهادفة للانفصال عن اسبانيا.
وسيشرف 10 آلاف شرطي ورجل أمن على حسن سير الانتخابات التي سينقل تطوراتها 550 صحافيا ومصورا من 180 وسيلة اعلام أجنبية لما تكتسبه هذه الانتخابات من أهمية في سعير النزاع المفتوح بين الحكومة الإقليمية وحكومة مدريد للانفصال عن إسبانيا وإعلان (كتالونيا) دولة ذات سيادة.
وترى الأحزاب الانفصالية في انتخابات اليوم تصويتا على شكل استفتاء للانفصال عن اسبانيا والمضي قدما نحو دولة مستقلة في حين تؤكد حكومة مدريد انها انتخابات برلمانية ستتمخض عن اختيار رئيس جديد للاقليم ‘وليس شيئا آخر’.
وتعتزم القوى الانفصالية في حال فوزها بالحصول على أغلبية 68 مقعدا في برلمان (كتالونيا) طرح ما أطلقت عليه ‘خارطة طريق’ للانفصال عن إسبانيا في غضون 18 شهرا عبر اعلان الاستقلال عن إسبانيا وانشاء مؤسسات حكومية ووضع دستور جديد وتنظيم انتخابات تشريعية. ورغم ان معظم استطلاعات الرأي تمنح الفوز بأغلبية ساحقة للانفصاليين بزعامة ائتلاف (جونتس بل سي) أو (معا من أجل نعم) بنحو 69 مقعدا فإن القرار الذي سيتخذه أكثر من 900 الف شخص من المترددين سيكون له تأثير كبير على النتيجة النهائية.
وانطلاقا من ذلك فإن نسبة المشاركة الشعبية أمر حاسم في هذه الانتخابات التي ستعيد سواء فازت الأحزاب الانفصالية أم خسرت ترتيب العلاقة بين (كتالونيا) و(إسبانيا) فيما يتوقع المحللون أن تتجاوز 76ر67 بالمئة المسجلة في الانتخابات السابقة عام 2012 على أقل تقدير.