جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب وآراء / عن ‘محور الممانعة’ الجديد!.. يكتب ناصر المطيري

عن ‘محور الممانعة’ الجديد!.. يكتب ناصر المطيري

خارج التغطية  /  روسيا تقود ‘محور الممانعة’ الجديد!!

ناصر المطيري

تحولت موسكو إلى غرفة عمليات للوضع في سورية، حيث بدأت تمسك بخيوط اللعبة في منطقة الشرق الأوسط على حساب الفراغ الذي تركته الإدارة الأميركية المترددة والمتردية، بل إن الدور الروسي المتصاعد يأتي وفق قبول أميركي يشبه الاستسلام وتفاهم وتنسيق على إدارة الأزمة السورية.
ومن بوابة سورية يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى لعب دور عالمي على الساحة الدولية، في وقت دخلت فيه قواته إلى سورية حيث أن نشر القوات الروسية في سورية لا يهدف إلى إعادة رسم مسار الحرب الأهلية في سورية فقط، ولكنه يرسخ موقع روسيا على المسرح الدولي بعد أن عانت موسكو من العزلة لسنوات طويلة، بسبب العقوبات التي ضربت البلد نتيجة لقرار ضم جزيرة القرم، والدعم الذي قدمته للانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وعلى ضوء الاجتماع الاستخباراتي الأخير الذي جمع ممثلين عن روسيا وأميركا وعدد من الدول في المنطقة وكان عنوانه المعلن مكافحة «داعش» يبدو أن سورية التي كانت تسوّق نفسها على أنها «محور الممانعة» في مواجهة اسرائيل وترفض أي تدخل أجنبي نجدها اليوم تنضوي تحت حلف جديد وكل ذلك لأجل الابقاء على رأس بشار الأسد تحت ذريعة كاذبة هي الحرب على الإرهاب.
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي زار موسكو الاسبوع الماضي حصل على ضمانات من موسكو بأن عملياتها في سورية تضمن أمن اسرائيل، بل أن اسرائيل شريك استراتيجي في التحالف الذي تقوده روسيا وهو التحالف الذي رحب به حزب الله علنا بعد أن كان في السابق يعتبر حرب السعودية في اليمن لإعادة الشرعية تدخلا أجنبياً.
الأهم في موضوع التدخل العسكري الروسي في سورية هو استقراء ما بعد هذا الدور ونتائجه على الأرض، فمن المعروف أن روسيا حافظت على مساندتها للنظام السوري منذ بدء الثورة السورية، أما أن يتخذ الرئيس بوتين مبادرة عسكرية مباشرة بعد تآكل قوات بشار الأسد وتراجع الدعم وتخلخل ميليشيا حزب الله فإن هذه الخطوة الروسية لها ما بعدها حيث أن حدها الأدنى فرض نظام بشار الأسد كأمر واقع وعلى الجميع القبول به، أما الحد الأعلى لهذا التدخل العسكري الروسي فإن التكهنات حوله مفتوحة على كل الاحتمالات ابتداء من وقف الحرب إلى اندلاع حرب واسعة في المنطقة إلى تغيير جيوسياسي بخريطة تضع حدودا فاصلة تقوم على تقسيم اقليمي جديد، الأحداث تجري على الأرض سريعة والمتغيرات بدأت تتبلور والأدوار موزعة بين الحلفاء الجدد، لذلك نحن أمام واقع جديد قادم كُلفته باهظة على منطقة الشرق الأوسط .

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*