حكايات الكاتبة جي كي رولينج عن بطل السلسلة العملاقة التي حاكت تفاصيلها بكُل عناية وأطلقت العنان لخيالها ليرمح في عالم السحر ويبتكر أحداثها وحبكتها والصراعات التي يدور الأبطال في فلكها، لا تنفذ.
وبالرغم من انتهاء سلاسل الكُتب والأفلام، إلا أن الكاتبة من حين إلى آخر لا تتوانى عن إلهاب حنين مُدمني وعشاق الفتى الأوحد «هاري بوتر»، بتغريدة على حسابها على «تويتر» تعرفهم بها على النطق الأصح لاسم الذي لا يجب ذكر اسمه، «فولدمور»، وليس «فولدمورت» كما اعتادوا أن يقرأوه، أو تكتب قصة عن مراهقيها في المستقبل بعدما أصبحوا في الثلاثين من عمرهم وصاروا أناسًا مهمين وذوي سلطة وليسوا محض فتيان وفتيات يلهون ويتعلمون في مدرسة السحرة.
ومن بين هذه القصص الخاصة التي لم تحكى من قبل، قصة جديدة تحكيها الكاتبة جي كي رولينج عن سلسال عائلة «بوتر» قبل أن يولد، وظروف استبعادها من قائمة العائلات الثمانية والعشرين المقدسة، نشرتها الكاتبة على موقع «بوتر مور»، أو المزيد من هاري بوتر، قبل يومين، وتستعرض المصري لايت أجزاء منها في التقرير التالي.
أصول مجهولة
«لينفريد بوتر»، الشخص الذي عاش في القرن الثالث عشر، هو الشخص الذي تُنسب إليه عائلة «بوتر».
ويُعد اسم «بوتر» أحد الأسباب رُبما التي أخرجت عائلة «بوتر» من قائمة الثمانية وعشرين عائلة المقدسة، وذلك نظرًا لأنه اسم يعبر عن مهنة العاملين بصناعة الفُخار، ومن ثم قد يكون لعائلة انحدرت من شخص حرفيّ وليس ساحرًا بالمرّة ولا ينتمي لمجتمع السحرة.
أما عن «لينفريد» نفسه، فتذكر الكاتبة أنه كان شخصًا غامضًا غريب الأطوار وربما مجنون، ولكنه بالنسبة لجيرانه من غير السحرة كان محض شخص مسالم لا تُنسى خدماته الجليلة لهم في الإطار الطبيّ، إذ اعتاد أن يقدم لمرضاهم أدوية بواسطة نباتاته اللطيفة الي يزرعها في حديقته.
وإلى جوار نباتاته التي صنع منها أدوية لأبناء الجيران ضد الجدري والملاريا، استطاع أن يصنع مجموعة من المستحضرات السحرية التي يعرف السحرة والساحرات قيمتها تمامًا، ليبيعها إليهم بأثمان باهظة استطاع عن طريقها أن يكوّن ثروة من الذهب ورثها كل واحد من أبنائه السبعة بعد وفاته.
سر العباءة السحريّة
أما عن أكبر أبناء «بوتر»، وهو «هاردوين»، فتزوّج إلى إحدى وريثات «إيجنوتس بفريل» وحفيدته، وهي «لولانثي»، الساحرة الجميلة التي جلبت العباءة السحرية للاختفاء لحوزة عائلة «بوتر».
فبالرغم من أن العُرف في عائلة «بفريل» يقتضي أن يرث العباءة أكبر الورثة الذكور، إلا أن عدم وجود ورثة ذكور تسبب في استثناء القاعدة، بأن ترثها «لولاثي»، والتي طلبت من زوجها ألا يعلم أحدُ بأمر هذه العباءة التي ورثتها وفقًا لتقاليد العائلة، ليحترم «هاردوين» رغبتها ويُبقي الأمر سرًا.
مناصب رفيعة المُستوى
وبتواصل الأجيال جيل بعد جيل، ظل الابن الأكبر دومًا، ومن بعد التزاوج مع فتيات من مجتمع غير السحرة، يرِث عباءة الاختفاء، ويقطنون على الأرجح في غرب إنجلترا، ويضيفون إضافاتهم لعالم السحر مما يجلب العائلة مزيد سُمعة، إضافة إلى السمعة التي جنتها من براعة الجد الأكبر «لينفريد بوتر» في عالم السحر.
غير أن «رالستون بوتر»، أحد أعضاء العائلة الذي عاش في القرن السابع عشر، كان أول من أدخل اسم «بوتر» إلى «ويزنجموت»، أو المحكمة البريطانية العليا للسحر، وكان من أشد الداعمين لقانون الأساسي لسرية عالم السحر ضد عامة المجتمع الإنجليزي من غير السحرة، والموصي بعد إسداء أي خدمات لهم، بعد أن كانت علاقة السحرة بمجتمع غير السحرة قد وصلت لأسوأ منحنياتها مع تكرر حوادث قتل السحرة وأبناءهم من قبل مجتمع غير السحرة.
مواقف عائلية مُشرفة
ومن بين أفراد عائلة «بوتر» الذين لا يغفلهم التاريخ ولا المؤرخين، والذين حرصت الكاتبة في هذه القصة عن عائلة بوتر أن تُشير إليهم، هو «هنري بوتر»، والذي خدم في «ويزينجموت»، أو المحكمة البريطانية العُليا للسحر، في الفترة التي قامت فيها الحرب العالمية الأولى.
«هنري»، استطاع بطلاقة لسانه، وقدراته الخطابية المُميزة، أن يثير ضجة وصفتها الكاتبة بأنها «طفيفة»، تجاه وزير السحر إبان الحرب العالمية الأولى، والذي كان له موقفًا معاديًا للمجتمع غير السحري، ومنع التعاون بين مجتمع السحرة وبين غير السحرة في شن الحرب العالمية الأولى.
وتعتبر الكاتبة أن هذا الموقف من المواقف التي دفعت العائلة كاملة ثمنها مقابل أن يتم استبعادها من قائمة الثمانية وعشرين عائلة المقدسة في عالم السحر.
«ابن» هنري
كانت زوجة هنري مُعتزّة تمامًا باسمها قبل أن تتزوج منه، «فيلمونت»، وأرادت له أن يخلد ولا يذهب سُدى بمجرد أن تتزوّج وتحمل اسم زوجها، ولذلك أصرت على أن تُسمي وليدها الذكر باسم مؤنث هو اسمها وهي عذراء «فيلمونت»، الأمر الذي جلبه أطنان من السخرية على اسمه المؤنث طيلة مدة وجوده في «هوجوارتس».
غير أن «فيلمونت هنري» تحمل هذه السُخرية ببسالة مُنقطعة النظير، بل إنه كان دومًا ما يفخر بعدد المرات التي دُفع فيها لمشاجرات مع الساخرين من اسمه والمستهزئين به، والتي استطاع فيها أن ينتصر علىهم.
ويُنسب لفيلمونت أنه من قام باختراع مستحضر الشعر السحري الذي ذاع صيته فيم بعد «سليكيزي هير بوشن» والتي كانت تستخدمه «هرميون» في أحداث سلسلة الأساطير، كما أنه من قام بمضاعفة ذهب العائلة لأربعة أضعاف بواسطة مسحضره السحري للشعر، وبالرغم من أنه في أواخر حياته باع شركته الخاصة بمبلغ كبير من المال، إلا أن الأمر لم يُعوّضه أن عاش حياته وزوجته بغير أطفال، حتى وُلد له الفتى «جيمس» في أواخر عُمره.
ميلاد «هاري»
وبالرغم من ميلاد «جيمس» ووالديه «فيلمونت» و«يوفيميا» كانا قد بلغا من العُمر أرذله، إلا أنهما عاشا حتى تزوّج «جيمس» من فتاة من غير مجتمع السحرة وهي «ليلي إيفانس»، غير أنهما لم يعيشا حتى يريا حفيدها «هاري» بعدما ماتا بالجدري لتقدمهما في السن، الذي آلت إليه ملكيّة عباءة الاختفاء السحريّة لعائلة «إيجنوتس بفريل».