احتل الملف السوري حيزا مهما من كلمات رؤساء الدول والحكومات الذين توالوا يوم الاثنين على الكلام على منصبة الأمم المتحدة في نيويورك واجمعوا على أولوية توحيد الجهود لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ولكن المواقف تفاوتت من دور الرئيس السوري بشار الأسد ومستقبله.
فيما اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن عملية الانتقال السياسي الخلاف في سوريا تمر حتما برحيل بشار الأسد مؤكدا أن موقف فرنسا لم يتغير من هذا الأمر، بدى واضحا بين زعيم القطبين الدوليين، الرئيس الأميركي باراك اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دور الرئيس السوري في الحل وتمسك أوباما برفض إعطاء أي دور للأسد ودعا في كلمته إلى ضرورة التفكير في مرحلة انتقالية وتحديد إجراءاتها ولكن هذه المرحلة لا يمكن أن تشمل بشار الأسد في حين اعتبر بوتين أن رفض التعاون مع الحكومة السورية سيكون خطأ كبيرًا.
كلمة اوباما
في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة ابدى الرئيس الأميركي باراك اوباما استعداده للعمل مع روسيا وإيران اللتين تدعمان نظام الرئيس بشار الأسد بهدف التوصل إلى حل للنزاع السوري.
وقال اوباما إن “الولايات المتحدة لا ترغب في العودة إلى الحرب الباردة” مع روسيا رغم العقوبات المفروضة على موسكو لتدخلها في النزاع الأوكراني.
ودافع اوباما عن الاتفاق النووي المبرم في يوليو مع إيران وابدى استعداد بلاده “للعمل مع كل الدول بما فيها روسيا وإيران لحل النزاع” السوري، موضحا موقفه هذا بالقول “لكن ينبغي أن نقر بأنه بعد هذا الكم الكبير من المجازر وسفك الدماء، لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائما قبل الحرب”.
ودان اوباما من يؤيدون قادة مثل بشار الأسد الذي وصفه بأنه “طاغية قاتل للأطفال”، وأضاف “يقال لنا أن هذا الوضع هو المطلوب للتغلب على الفوضى، وهو السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب أو لمنع التدخل الخارجي”.
وتابع “استنادا إلى هذا المنطق، علينا أن ندعم طغاة مثل بشار الأسد الذي يلقي البراميل المتفجرة لقتل الأطفال الأبرياء لان البديل هو أسوأ بالتأكيد”.
كلمة بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح في كلمته تشكيل ائتلاف دولي واسع لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية على غرار التحالف الذي نشاء ضد النازية في الحرب العالمية الثانية واعتبر أن رفض التعاون مع الحكومة السورية ومع الجيش السوري الذي يواجه بشجاعة الإرهاب سيشكل خطا فادحا.
وقال بوتين في كلمته “علينا أن نعترف أن القوات المسلحة للرئيس الروسي وقوات البشمركة تحارب عمليا لوحدها الدولة الإسلامية ومجموعات إرهابية أخرى في سوريا.”
واقترح الرئيس الروسي أن يتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا بهذا الشأن.
كلمة أحمد داوود أوغلو
اما رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو فأكد أن بلاده مستعدة للعمل مع جميع الدول بما فيها روسيا من اجل انتقال سياسي في سوريا وإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال داود اوغلو للصحافيين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة “ما نحتاج إليه الآن هو التضامن مع جميع الدول بما فيها روسيا من اجل انتقال في سوريا، انتقال سلمي”.