أكد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية هي واجب مقدس، مشيرا إلى رفض أي تهديدات للأماكن المقدسة وعروبة مدينة القدس.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها اليوم في افتتاح أعمال المداولات العامة للدورة السبعين للجمعية العامة، وقال، “إن معركتنا العالمية اليوم، ليست بين الشعوب أو المجتمعات أو الأديان، بل هي حرب تجمع كل المعتدلين، من جميع الأديان والمعتقدات، ضد كل المتطرفين من جميع الأديان والمعتقدات. على قادة كل دولة ومعتقد ومجتمع أن يتخذوا موقفا واضحا وعلنيا ضد التطرف من أي نوع. وهذا يشمل احترام جميع أماكن العبادة حيث يعبد الخالق من مسجد أو كنيسة أو معبد، ولا مكان أهم وأكثر تأثيرا لتجسيد هذا الاحترام والتعايش من مدينة القدس، حيث الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية واجب مقدس، وهنا نضم صوتنا إلى المسلمين والمسيحيين في كل مكان، رافضين التهديدات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة والهوية العربية لهذه المدينة.”
كما أشار العاهل الأردني إلى التهديد الخطير الذي يتعرض له مستقبل العالم من قبل الخوارج على الإسلام. واصفا تلك الأزمة بالحرب العالمية الثالثة، وقال، “إننا مجمعون اليوم على ضرورة هزيمة هذه العصابات. ولكن قبل أن نتساءل حول كيفية تحقيق هذا الهدف، دعونا نسأل: ماذا لو لم تتم هزيمتهم؟ وكيف سيكون عالمنا حينها؟ وهل يمكن أن نرضى بمستقبل يشيع فيه القتل الجماعي، وقطع الرؤوس، والخطف والعبودية؟ حيث اضطهاد المجتمعات هو القانون، وحيث الإرث الحضاري والثقافي للإنسانية جمعاء، والذي تم الحفاظ عليه لآلاف السنين، يدمر بشكل ممنهج؟”
وتحدث الملك عبد الله الثاني عن واجب العالم لإيجاد حلول وتقديم الإغاثة لملايين اللاجئين في المنطقة.
“لقد أخذ الأردن على عاتقه جزءا كبيرا من عبء الكارثة الإنسانية التي نتجت عن الأزمة السورية، وذلك من على أكتاف المجتمع الدولي منذ أن بدأت. ولكن الدعم الذي تلقيناه هو جزء بسيط من التكلفة التي تحملناها. لقد آن الأوان لأن يتحرك المجتمع الدولي بشكل جماعي في مواجهة هذه الأزمة الإنسانية، التي لم يسبق لها مثيل ودعم دول مثل الأردن ولبنان، اللذين تحملا العبء على مدى الأربع سنوات الماضية.