قالت روسيا إنها نفذت أولى الغارات الجوية ضد مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية، بينما قال مسؤولون أمريكيون إن الأهداف التي هوجمت لا تبدو أهدافا لتنظيم الدولة.
وكان أعضاء البرلمان الروسي قد وافقوا بالإجماع على قرار يسمح للرئيس فلاديمير بوتين بإرسال قوات روسية إلى سوريا.
وقلل الكرملين من أهمية القرار قائلا إنه لا يعتزم إلا استخدام القوات الجوية فقط هناك، وليس القوات البرية.
ويجب على الرئيس الروسي، طبقا للدستور، طلب موافقة البرلمان على استخدام أي قوات روسية في الخارج.
وكانت آخر مرة لجأ فيها بوتين إلى البرلمان لاستخدام قوات بلاده في الخارج عند انضمام شبه جزيرة القرم في مارس/آذار 2014.
وناقش المجلس الاتحادي، وهو الغرفة العليا في البرلمان الروسي، طلب بوتين لمنحه تخويلا، في جلسة مغلقة الأربعاء.
وقال سيرغي إيفانوف، رئيس الجهاز الإداري لبوتين، في تصريح متلفز عقب المناقشة، إن البرلمان وافق بالإجماع على منح التفويض للرئيس بوتين. وليس هناك حاجة إلى عرض القرار على أي جهة تشريعية أخرى.
وأكد إيفانوف على أن موسكو لن ترسل قوات برية إلى سوريا، لكنها ستستخدم فقط القوات الجوية ‘من أجل دعم قوات الحكومة السورية في قتالها لتنظيم ‘الدولة الإسلامية’.
وأضاف إيفانوف في حديثه مع الصحفيين، أن روسيا قررت مساعدة الرئيس السوري، بشار الأسد، لحماية روسيا ذاتها من متشددي التنظيم، وليس ‘لتحقيق بعض أهداف السياسة الخارجية، أو لتحقيق أي طموح، كما يتهمنا عادة حلفاؤنا الغربيون’.
وقال ‘نحن هنا نتحدث عن مصالح الأمن القومي الروسي’، مضيفا أن موسكو قلقة من زيادة أعداد الروس الذين جندهم التنظيم للقتال معه.
وأشار إلى أن آلاف الروس ذهبوا إلى سوريا للقتال، ولذلك فإن من الحكمة أن تتخذ موسكو ‘خطوات استباقية، وأن تفعل ذلك في جبهات بعيدة، بدلا من مواجهة القضية هنا، فيما بعد’.
ويأتي طلب الرئيس بوتين عقب اجتماعه مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما الاثنين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث ناقش الزعيمان الدور العسكري الروسي في سوريا.
وقال إيفانوف إن طلب بوتين جاء بعد تسلم رسالة من الرئيس الأسد يطلب فيها المساعدة.
وأكدت رئاسة الجمهورية السورية أن إرسال القوات الجوية الروسية إلى سوريا تم بطلب من الدولة السورية عبر رسالة أرسلها الرئيس الأسد للرئيس بوتين، حسب ما ورد على الوكالة العربية السورية للأنباء.
وأشار إلى أن الفرق كبير بين روسيا والدول الأخرى التي تشن غارات جوية في سوريا، مثل الولايات المتحدة، وهو ‘أنهم لا يلتزمون بالقانون الدولي، لكننا نلتزم’.
ولا تزال روسيا تعد الحليف الرئيسي للرئيس الأسد. وقد خلفت الحرب في سوريا – التي بدأت في 2011 – ما يزيد على 250,000 قتيل، وأجبرت ملايين على الفرار من البلاد.
وتعد الحرب في سوريا دافعا مهما وراء تلك الأعداد الكبيرة من المهاجرين الذين توجهوا إلى أوروبا لطلب اللجوء هذا العام.
وكان البرلمان الروسي قد قطع البث الحي الأربعاء خلال مناقشة طلب الرئيس الروسي.
وأفاد الكرملين بأن الرئيس بوتين استضاف اجتماعا لمجلس الأمن القومي الروسي في مقر إقامته الليلة الماضية خارج موسكو، قائلا إن الاجتماع بحث موضوعي الإرهاب والتطرف.
وطالب مندوب السعودية في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، الخميس خلال كلمته أمام الجمعية العام للأمم المتحدة، بوقف الغارات الروسية التي استهدفت مواقع مدنية سورية في ريفي حمص وحماة، وأدت إلى مقتل 36 مدنياً؛ بينهم أطفال ونساء في سوريا.
وقال عبدالله المعلمي إن الرياض قلقة من العمليات الروسية في سوريا.
وحول حادثة تدافع منى، دعا المندوب السعودي إيران إلى الكف عن تسييس الحادثة التي راح ضحيتها أكثر من 700 حاج من جنسيات مختلفة، وطالب طهران بعدم التدخل في شؤون جيرانها.