بدأ السويسري جوزيف بلاتر مشوار الغرق الأخير في مستنقع الفساد الذي صنعه، ولكنه في ذات الوقت لا يريد أن يسقط إلى القاع وحيدا.
رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم والحاكم بأمره منذ سنوات طويلة يخضع للتحقيق بمعرفة الشرطة السويسرية والقضاء الاميركي بتهم فساد متعددة أدت إلى انتفاعه وتكسبه من موقعه كرئيس للفيفا، وهي التهم التي لطالما حامت حوله وأسقطت اتباعه واحدا تلو الآخر دون أن تصيبه في مقتل.
الآن يبدو ان الحال قد تغير.. وسقط بلاتر وكثرت السكاكين التي تهدد رقبته، وربما تتكشف حقائق جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة.
الأكيد أن بلاتر بعد اعلانه الاستقالة من الفيفا ورغبته في ترك منصبه طواعيا بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة بدعم عربي وآسيوي وأفريقي واضح للأسف الشديد، كان يعد العدة لخروج سلس وتسليم المفاتيح بهدوء لخليفته رئيس الاتحاد الأوروبي النجم الفرنسي المعروف ميشيل بلاتيني، غير ان الرياح تجري بعكس ما تشتهي سفن العجوز السويسري.
المعلومات الجديدة تقول أن بلاتر يمسك بقدم بلاتيني في طريقه نحو القاع، ولا يريد ان يفلتها.. خصوصا بعد تسريب قصة مبلغ المليونين فرنك سويسري.
هذا المبلغ الذي اعطاه بلاتر بشكل غير قانوني إلى بلاتيني على حساب الفيفا بسبب عمل فيما يبدو جرى بين يناير/كانون الثاني 1999 ويونيو/حزيران 2002، أكد بلاتيني أنه أخذه بشكل قانوني نظير عقد عمل.
ولا نعلم إن كانت هذه القصص الفاسدة التي تحقق فيها الشرطة السويسرية تحظى بالأدلة القانونية الدامغة من المدعي العام الأميركي أم لا؟!!.
المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وإن كانت كل المعطيات تؤكد وجود خلل كبير في منظومة كرة القدم العالمية، إلا أننا لا نستطيع ان نتهم أي طرف قبل أن تقول التحقيقات كلمتها الأخيرة.
نعود ونكرر أن الجانب العربي عليه أن يبتعد دائما عن الشبهات وأن يوجه النفوذ الكبير الذي يمتلكه في آسيا وأفريقيا نحو اختيار رئيس جديد نظيف وقادر على إجراء الإصلاحات المطلوبة وتحقيق التغيير المنشود، فهل نجتمع على كلمة حق أم نبقى متفرقين على الباطل.؟