الرئيسية / كتاب وآراء / قشور الإهمال

قشور الإهمال

“إن من أدبته في الصبا..كالعود يسقي الماء في غرسه

حتى تراه مورقا ناضرا..بعد الذي أبصرت من يبسه…” صالح عبدالقدوس

منذ الصغر وأنا أجد نفسي مميزة بما أقول وبما أفعل وأختار وأقرر ،وأجد في نفسي فخر خفي لم أكن أدرك كيف تغلغل في خلاياي وسار بدمي،حتى توقفت عند مقولة أحداهن وأنا أغادر ذلك المركز التجميلي الخاص بالنساء: (رحم الله والديج،تسلم إيد من رباج) بلهجة كويتيه.. فعلا الموقف كان صغيرا لكنه أعطى لي معنى جديد ثان من معاني الفخر ، تذكرت كل المحطات التي مررت بها في حياتي ممسكة بذراع والدي ووالدتي، فمنذ أن كنا صغارا ،لم نكن نجد أنفسنا أمام باب المدرسة مودعين سائقا، بل كنا نطبع قبلاتنا السعيده على وجنة والدي بفخر ،وحال عودتنا الى المنزل ،لم تكن قد أعدت لنا مائدة الغداء الشغالة ،بل كانت والدتي التي تضع مع كل طبق نفس من حب مرفوع الى شفاهنا ، وفي عطلة نهاية الأسبوع نجتمع معا لنمارس حتى مرحنا الطفولي بوجود والدي ووالدتي (أطال الله في عمرهم ورزقهم بركة العمر وطيب الرزق)
الآن يحزنني كثيرا أن أرى تلك المناظر وأعتقد أن بعضكم اعتادها ،على شواطئ البحر وفي المجمعات والملاهي ،وحتى في السفر ،إلا مارحم ربي ،إلا ماندر
الأم أصبحت مدفونة بعالمها الوهمي في الجوال ،والأب مشغول بجدول أعماله الذي لم تفض به زاويه لمشاركة أبنائه، واهتماماتهم ،والسائق والشغالة ،يتقنون الدور بكل حرفية، حتى وجدنا اليوم أطفالا يعانون من تضارب ثقافه،وأدب ،وأخلاق ولغة ،،إلا مارحم ربي..
ونأتي بعد ذلك نتسائل ،لماذا يعق الأبناء آبائهم وأمهاتهم؟
ان من أبرز أسباب عقوق الوالدين وضعف الشخصية وانعدام الأخلاق ، هو تخلي بعض الآباء والأمهات عن دورهم الحقيقي ،واشباع جانب تربوي واهمال آخر ، لتبقى هناك ثغرة لم تكتمل في حياة الطفل ،يملؤها الدهر بأول شيئ يجده ذلك الطفل مشبع،ومناسب امامه، ثم بعد ذلك نتسائل: كيف نقيم جيلا واعدا وارف الظلال ؟
التربية ليست فقط أدب أخلاقي ،انما هي شاملة كاملة لكل جانب عقلي ونفسي واجتماعي.. الخ
لذا ،لن تجني ثمارا حلوه ان لم تذق مرارة التربية، أو كما قال ارسطو: (نجد التربية مرة ولكن ثمارها حلوة )

وصيتي اليك ايتها الام واليك ايها الاب ،انزعوا عنكم رداء الانانية وانعدام المسئولية ، وانعموا بزينة الحياة الدنيا بحرصكم على خير ابنائكم لدفعهم الى ما يحقق مصلحتهم في الدنيا والاخرة وارموا قشور اهمالكم بعيدا عن الطرقات العامه كي لاتتعثر قدم صحيحة بها ، وتذوقوا بحسن تربيتكم طيب ثماركم.

وسمية الخشمان

عن ALHAKEA

2 تعليقات

  1. يزاج الله خير

  2. راااااائع جدا جدا الله يخلي والدينج ان شالله

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*