مع رفرفة أعلام السعودية والإمارات والبحرين واليمن على سد مأرب بعد تحريره من ميليشيات الحوثي وحليفها المخلوع صالح، تساءل مراقبون عن عدم رفرفة علمي الكويت وقطر إلى جانب أعلام الدول الشقيقة.
كانت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ومعها المقاومة الشعبية اليمنية، أحرزت تقدما استراتيجيا كبيرا على مختلف الجبهات في محافظة مأرب يوم الثلاثاء، حيث دخلت وتيرة الحرب منعطفا جديدا مع بدء هذه القوات عملية برية هي الأولى ضد الحوثيين وأنصار صالح.
ومن بين القوات البرية التي شاركت في التقدم الاستراتيجي، قوات سعودية وبحرينية وإماراتية، ولم تشارك أية قوات قطرية أو كويتية، رغم تعهد دولة قطر إرسال 1000 جندي للمشاركة في أية عمليات برية لكنها لم تنفذ التعهد.
وأمام التساؤل عن عدم رفع علمي الكويت وقطر إلى جانب الأعلام الشقيقة، يقول مصدر خليجي أمام “إيلاف”: ممكن الإجابة بشكل خاطف ان الدول الثلاث التي رفعت أعلامها هي من ضحت بعدد لا يستهان من جنودها الشهداء قبل أسبوعين في تفجير دموي نفذته قوات الحوثي في مستودع للذخيرة في محافظة مأرب، و”لهذا فإن من حقها أن تحتفل معنوياً برفع أعلامها بهزيمة قوات الحوثي وصالح من منطقة السّد الاستراتيجية”.
ويضيف المصدر: لا يمكن لأي مراقب ومحلل استراتيجي متابع للشأن الخليجي إلا أن يتساءل عن الموقف الكويتي وغياب علمها “أو لنقل غياب مشاركتها البرية”، حيث لا يوجد أي تفسير لمثل هذا الغياب عن الساحة البرية وهي التي دعمت منذ البداية العمليات العسكرية بقوة من خلال قواتها الجوية التي شاركت بفعالية قد تصل الى ثلث الطلعات الجوية في اليمن، حيث كانت طلبت سلفاً أن تكون مشاركتها في العمليات الجوية.
ويتابع المصدر: ولكن قد تذهب بعض الآراء، وهو أمر غير مستبعد، إلى تبرير عدم مشاركة قوات برية كويتية وذلك كخطة استراتيجية “لإبقاء دور لدولة الكويت في مرحلة السلم كونها ماتزال مفاوضا مقبولا لدى مختلف الأطراف بما فيها ايران”، حيث معروف أن الكويت تشكل حلقة مهمة بين الرياض وطهران بإشراف وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وبتوجيه مباشر من أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
على أن المصدر الخليجي في حديث لـ”إيلاف” في شأن غياب العلم القطري تحدث بلهجة مختلفة، وقال إن مثل هذا الغياب قد يكون أساساً بطلب من بعض أطراف التحالف العربي بحجة “عدم وضوح الموقف القطري” من قضايا خليجية وإقليمية كثيرة ومنها اليمن.
يشار إلى أن عديداً من المراقبين لاحظوا أن كلمة أمير قطر تميم بن حمد، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الاثنين الماضي، حملت الكثير من “الغمز واللمز” كما كشفت النوايا المبيتة لدى الدوحة ضد محيطها الخليجي، حسب أحد المراقبين.
وبينما اعتبرت بعض الجبهات كلمة أمير قطر “صريحة وشفافة”، اعتبرتها جهات أخرى بأنها خروج عن الاستراتيجية المشتركة المفترضة لدول مجلس التعاون الخليجي التي تنادت لتشكيل التحالف العربي من أجل إعادة الشرعية لليمن، ولجم الانقلابيين الحوثيين.
كما أن كلمة أمير قطر من منصة المنبر الدولي، حملت اتهامات شبه مباشرة لدول إقليمية مهمة كالسعودية ومصر في مسألة “تصعيد الإرهاب”، كما أنه أدار ظهره بشكل واضح ومكشوف للتحالف العربي في حديثه عن إيران وترحيبه بالاتفاق النووي الغربي معها.
وقال تميم بن حمد عن العلاقات مع إيران في كلمته: “إيران دولة جارة مهمة، والتعاون معها في مصلحة المنطقة، ولا يوجد خلاف متعلق بالعلاقات الثنائية بين بلدينا”.
وأضاف: “على مستوى الإقليم، تتنوع المذاهب والديانات، ولا يوجد برأيي صراع سني شيعي في الجوهر، بل نزاعات تثيرها المصالح السياسية للدول”.
وتابع: “الخلافات القائمة برأيي هي خلافات سياسية إقليمية عربية إيرانية، وليست سنية شيعية، يمكن حلها بالحوار والاتفاق على قواعد تنظم العلاقات بين إيران ودول الخليج، على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
وختم أمير قطر كلمته ذات الترميزات والإشارات والرسائل المثيرة بالقول: “آن الآوان لإجراء حوار هادف من هذا النوع، بين دول سوف تبقى دائمًا دولا جارة، ولا تحتاج لوساطة أحد، ونحن مستعدون لاستضافة حوار كهذا عندنا في قطر”.