«ملينا … ولكم والله ملينا»!
أوضاع مقلوبة!
وليد إبراهيم الأحمد |
أوضاعنا السياسية المقلوبة وحالنا (المايل) يمكن أن نستعرضه ونشبهه كمثال حي بالكتاب الذي تلقاه اتحاد كرة القدم الكويتي من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» منذ أيام يخطره فيه بالإيقاف المباشر بعد 15 أكتوبر الجاري في حال لم يعدل قوانينه لتتماشى مع مبادئ وقوانين الحركة الأولمبية!
لم تكن هذه الرسالة التحذيرية هي الأولى لتصحيح وتعديل قوانيننا الرياضية بل سبق وأن «حاشنا طشار» حقيقي من تطبيق تلك العقوبة فعلياً عندما أوقفت رياضتنا دولياً للأسباب ذاتها خلال عامي (2007 – 2009) لكن الكويت وعلى مستوى رفيع تعهدت بالالتزام بالقوانين الدولية فتم رفع الإيقاف عنها في يوليو 2012 لتعود لنا الرسالة التحذيرية إياها من جديد، ولكن بعد تغيير التاريخ حيث اعتقدت الحكومة وقبلها اتحاد الكرة أن (الجماعة) في الـ(فيفا) قد نسوا الموضوع!
أمر مؤسف أن تصل أوضاعنا المقلوبة إلى هذا الوضع المزري للدرجة التي تجعلنا نبدو غير قادرين على تنظيم دورة كأس الخليج المقبلة لكرة القدم الـ(23) المزمع إقامتها في 22 ديسمبر المقبل بسبب الميزانية وصيانة استاد جابر الذي يطلقون عليه بـ(الدولي).. لولا التحركات رفيعة المستوى الاخيرة التي حفظت ماء وجهنا فتداركت تصحيح ذلك وقررت احتضان البطولة بأي ثمن!
فبعد ان كنا ننتظر قرب إقامة هذه الدورة بفارغ الصبر للحصول على الكأس أصبحنا اليوم (نحاتي) ونفكر في كيفية استضافة الوفود وإقامة الدورات وتسكين الفرق بإدارييها وفنييها في فنادق ملائمة والبحث عن ملاعب مناسبة لإقامة البطولات عليها بل وفي كيفية جلب الجماهير لتشجع المنتخب!
ما يحدث لرياضتنا اليوم هو عبارة عن إسقاطات واقعية ومرآة عاكسة بل ومنطقية للصراع السياسي الدائر في البلد والذي أدى إلى تأخرنا سياسياً واقتصادياً… بل وحتى و(مشاريعياً) الأمر الذي جعل المواطنين غير مستوعبين بل (مو مصدقين) ما أعلنته منذ أيام الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية عن بلوغ نسبة إنجاز المشاريع في خطة التنمية للسنة الماضية (2014 /2015) نحو 80 في المئة!
جددوا الدماء وغيروا العقلية وأخلصوا النية لله سبحانه وطبقوا القانون وتوقفوا عن السرقات وتوزيع الهبات… تظفروا ويظفر معكم الوطن بالغنيمة!
****
على الطاير:
– لو كنت مكان الاتحاد الكويتي لكرة القدم لقدمت استقالتي على الفور وهجرت الرياضة عن بكرة أبيها سواء أكنت أنا على حق أم باطل… بدلا من هذه المهزلة ولكن…!
(ملينا… ولكم والله ملينا)!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله… نلقاكم!