تحت العباية
السلام على المعذبين في مدارسنا
منى عبدالجليل
في أكثر من مناسبة.. نسمع عن استعداد وزارة التربية لاستقبال طلبتنا للعام الدراسي الجديد 2015. الإذاعة تتكلم، التلفزيون يعرض.. حتى مواقع التواصل الاجتماعي تسوق هذا الاستعداد..!
«فزعه وخبه وتالي يطلع».. استخفاف..!
ما سمعته من أهوال جعلني أشكر خالقي على نعمة التعقل واتخاذ قرار عدم وضع عيالي في مدرسة حكومية. وإلا لكانت بنتي الآن ذايبة من الحر.. لأن المكيفات تنتظر كتابا من إدارة الصيانة ولست أدري من أين؟.. لتبريد الفصول الدراسية.
انطفأت الكهرباء في البيت أثناء الليل لمدة ساعة واحدة فقط.. كدنا نسيح من الحر، كلما تخيلت انه وقت النهار والأطفال بلا مكيفات.. قلبي «ينسحن»..!
نسمع عن أكثر من مشكلة.. بعض الكتب لم يتم تسلمها من المطابع.. مدارس آيلة للسقوط.. مبان لم يتم الانتهاء منها، بل تم الانتهاء من بعضها، ولم يتم تسليمها فعليا.. مغلقة لحين إعداد الكتاب الرسمي..
«كله يهون».. لكن نقصا في عدد المدرسين.. جعلنا نتساءل: «هل يعقل أن ينضغط المدرس في عدد الحصص الملقى على عاتقه في ظل غياب المكيف ويبقى بحالة ذهنية جيدة؟ «ليش مدرسينا سوبرمانات..!».
الأمر محير للغاية. في بلد يتم دفع الملايين، وقد وصلت الأرقام إلى اللغة الفلكية من مليارات، لدول الكرة الأرضية، هبات ومنح وجبر خواطر..! وعيالنا يدرسون في حر الصيف ومدارس آيلة للسقوط.
نرجع للسؤال الأزلي: من المسؤول عن هذا الاستخفاف؟ عفوا نقصد الاستقبال؟ فقد تربينا إن من يستقبل لازم يكون راعي إتيكيت وذرابة وفن وذوق وطبعا.. كرم. وإذا كنت ممن أخطأ فأرجو تصحيحي..!
ومن لا يحسن الاستقبال.. فعليه أن يسلم دفة المكان لأحد قادر ويمتلك مهارات واستطاعة الاستقبال.
طبعا لأني لا أدري اليوم من المسؤول في وزارة التربية، لأننا كل يوم في «حانه ومانه» نرجو وقبل أن يرد علينا أن يقفل مكيف مكتبه لمدة يوم كامل، ويشتغل بالحر من دون أن يشرب مياه باردة، كما هي الحال في بعض مدارسه الواقعة تحت رحمته ومسؤوليته ثم يجيبنا: «ليش للحين قاعد على كرسيك؟».
السلام على المعذبين في مدارس الكويت الحكومية.. رحم الخالق قلوبكم وأجسادكم الضعيفة الصغيرة ورزقكم مسؤولا رحيما على معاناتكم.
***
«يا شعوب العالم.. مطلوب شوية تبرعات لمدراسنا الحكومية..».
منى عبدالجليل