استأنف الجيش الاسرائيلي الليلة الماضية عدوانه على قطاع غزة قبل ساعات من انتهاء الهدنة بعد سحب الوفد الاسرائيلي المفاوض في القاهرة “بشكل مفاجئ” في وقت رأت مصادر فلسطينية ان تلك الخطوة تسعى لافشال مفاوضات القاهرة.
وواصل الجيش الإسرائيلي بعد منتصف الليلة الماضية وصباح اليوم عدوانه العنيف على مختلف أنحاء قطاع غزة في ظل انهيار المفاوضات في القاهرة مستهدفا منزل قائد كتائب الشهيد عزالدين الدين القسام ما ادى الى استشهاد زوجته وابنته.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابومرزوق استشهاد زوجة قائد كتائب القسام الجناح العسكري للحركة محمد الضيف وكذلك ابنته الليلة الماضية.
وقال ابو مرزوق في صفحة حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) ان الاثنتين سقطتا في القصف الاسرائيلي الذي استهدف الليلة الماضية منزل عائلة (الدلو) في مدينة غزة.
وشكك أبو مرزوق ب “مزاعم الاحتلال” عن سقوط ثلاثة صواريخ يوم امس الثلاثاء مؤكدا ان هذه لم تكن سوى ذريعة لافشال مفاوضات القاهرة التي كانت ترمي الى وقف اطلاق النار.
وقال ان ماقامت به اسرائيل امس خطوة غير متوقعة حيث زعمت سقوط صواريخ عليها ليعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنامين نتانياهو بعدها وقف التفاوض وسحب الوفد وانهاء التهدئة وسط حيرة الجميع.
وأضاف ابومرزوق ان الحديث عن اطلاق صواريخ شكل ذريعة لاستهداف شخصية كبيرة من حماس “حيث كانت الجريمة الجديدة في بيت الدلو واستشهدت فيها زوجة القائد الكبير محمد الضيف وابنته”.
وبعد الاعلان عن قصف منزل عائلة الدلو بحي الشيخ رضوان في غزة والذي استشهدت فيه سيدتان وطفلة توعدت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس اسرائيل بدفع الثمن جراء المجزرة التي ارتكبها بحق هذه العائلة.
وأكدت الكتائب في بيان لها “ان العدو الصهيوني وبهذه الجريمة فتح على نفسه ابواب جهنم وسيدفع الثمن باهظا” لافتا الى ارتكاب تلك الجريمة قبل ساعات من انقضاء مدة التهدئة بعمليات همجية من القصف الجوي البشع بحق المدنيين الآمنين.
وحول العداون الاسرائيلي شنت طائرات الاحتلال الحربية والاستطلاعية عددا كبيرا من الغارات الجوية التي استهدفت بالصواريخ منازل عدة في مختلف انحاء مدن القطاع ودمرتها على رؤوس سكانها.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أن سبعة من أفراد عائلة واحدة استشهدوا في مدينة دير البلح خلال احدى الغارات من بينهم سيدات وأطفال بعد هدم منزلهم وهم بداخله فيما أصيب اخرون من العائلة اصابات خطرة.
وأضافت المصادر الطبية ان عددا اخر من المنازل في مناطق متعددة تم هدمها من قبل الطائرات الاسرائيلية بوجود العائلات بادخله ما ادى الى تعرض عوائل باكملها الى اصابات متفاوتة.
وذكرت أن حصيلة العدوان الاسرائيلي الذي بدأ يوم الثامن من يوليو الماضي وصل الى نحو 2020 شهيدا ونحو من 10200 مصاب.
ووفق اذاعات محلية فان المقاتلات الاسرائيلية دمرت منازل أخرى في جباليا في وقت شنت فيه سلسلة غارات عنيفة استهدفت منطقة الشريط الحدودي الفاصل بين رفح ومصر كما طال القصف ركام مسجد الامام الشافعي بحي الزيتون جنوب المدينة اضافة الى عدة مناطق زراعية.
وتأتي تلك الغارات الاسرائيلية لتخرق الهدنة المعلنة وتضرب المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والاسرائيليين في القاهرة فيما تبررها اسرائيل بانها نتيجة اطلاق عدة صواريخ من القطاع نحو جنوب اسرائيل وهو الامر الذي نفته أكثر من جهة فلسطينية من بينها حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وسحبت اسرائيل وفدها المفاوض لمحادثات الهدنة في القاهرة مساء امس قبل أن تشن مقاتلاتها عشرات الغارات الجوية على القطاع.