جرة قلم – وداعاً للاتفاق الشيطاني! وأين غيرتكم على أبد الآبدين؟!
علي أحمد البغلي
إسرائيل، ممثلة برئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، ألقت بثقلها مع اللوبي الصهيوني في أميركا، لكي يعارض الكونغرس الاتفاق الذي تم التوصل إليه بما يسمى مجموعة 5+1 مع جمهورية إيران الإسلامية، بشأن مشاريعها النووية في أغسطس الماضي.. وقد اتفق المنتمون الى القوى الأصولية ــ إخوان ــ سلف، حتى بعض مدعي الليبرالية مع الموقف الإسرائيلي في تلك المعارضة الصارخة، مع أن إسرائيل عدوة العرب الأولى والأخيرة تمتلك مئات القنابل النووية، التي ترعب بها أعداءها الأولين والآخرين ــ بني يعرب!
الآن وقد تغيرت موازين الأمور قليلاً في المنطقة بدخول دولة عظمى على الخط هي روسيا.. نجد أن القوى الأصولية بين ظهرانينا، وهي التي لفظت لنا وحش داعش من رحمها، أخذت في الولولة والعويل على الشعب السوري ــ التي ساهمت القوى الأصولية ذات الميول الداعشية بتدميره ــ مع النظام السوري ومسانديه في الداخل والخارج.
هذا التغيير في الموازين بدخول روسيا المصممة على سحق داعش ومن يسانده ــ إن شاء الله ــ خشية من استتاب الأمر لداعش، لينقل إلى قلب أوروبا وعلى رأسها دول الاتحاد السوفيتي القديم الإسلامية، صحبه تغيير لافت في الموقف الإسرائيلي المساند للتدخل الروسي. لأن جميع من في الكرة الأرضية يعتبر «داعش» وفكره شرا مطلقا على البشرية جمعاء!
فاجتماعات التنسيق الروسية ـــ الإسرائيلية تعقد، وآخرها ما تم الثلاثاء الماضي بزيارة وفد عسكري روسي رفيع المستوى إلى إسرائيل للتنسيق بين القوتين الأكبر ( روسيا واسرائيل) في المنطقة ــ والعرب يتفرجون ــ .. هذا التوافق الروسي ـــــ الإسرائيلي، الذي يعارضه أصوليو المنطقة، هو يمين طلاق حاسم رمته إسرائيل على الأصوليين وغيرهم ممن أيدها في معارضتها للنووي الإيراني، الأمر المخجل على كل الأصعدة!!
***
للأصوليين من إخوان وسلف وغيرهم إذا كانت لديهم ذرة من غيرة وخلق عربي إسلامي قويم، نهدي اليهم ما تقوم به الآن حليفتهم السابقة إسرائيل.. فهم لم يحركوا ساكناً في قتلها عشرات الفلسطينيين وعبثها الدائم في ثالث الحرمين الشريفين الأقصى!.. وإسرائيل تقوم الآن ــ يا عديمي الغيرة ــ بما يسمى «تبييض البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية».. فالحكومة الإسرائيلية بصدد إعداد الإجراءات الرسمية لإضفاء الشرعية على البؤر المسماة «عادي عاد» وتعني بالعربية «أبد الآبدين».
في التكتل الاستيطاني بنيامين.. فهناك 104 بؤر استيطانية كان من المفروض أن تخليها سلطات الاحتلال، لأنها مقامة على أراض عامة مملوكة للدولة (أغلبها مُصادر من الفلسطينيين).. ولكن الجيش الاسرائيلي شرعن معظمها ويواصل إضفاء الشرعية على المتبقي منها.
وأشارت المنظمات الحقوقية الى «أن هذه البؤر تعتبر أشد المستوطنات عنفاً ضد الفلسطينيين، إذ يقطنها غلاة المستوطنين الذين يعتدون يومياً تقريباً على الفلسطينيين».. (انتهى).
وليس لدينا إلا أن نكرر على حلفاء إسرائيل السابقين ــ في المواقف ــ أين غيرتكم على أبد الآبدين، التي سيحاسبكم الله على غيابها في يوم الدين؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.