أبدأ كلمات مقالتي بمقولة لوليام شكسبير التي يرددها دوما أستاذي على مسامعي وهي: «في لحظة الولادة نبكي.. وذلك لأننا قادمون إلى مسرح مكتظ بالحمقى»، بعيدا عن الشق العلمي لبكاء الأطفال عند ولادتهم إلا أننا نأخذ اليوم بكاءهم من الجانب الفلسفي والدنيوي، فكما قال شكسبير إن بكاءهم ينبع مما سيلاقونه في مستقبلهم من كم من الحماقة والحمقي.
ذلك هو الزمن، وتلك هي نبوءة شكسبير التي امتدت من عصره إلى عصرنا، نعم فالبكاء في وقتنا لم يقتصر فقط على الأطفال بل أصبح الكبار يبكون من الحسرة عندما يتعاملون ويتعايشون مع شخوص لا يمتلكون من العقل غير الحماقة.
كم من الشخوص الذين نتعايش معهم دون تحديد دوائر أو جهات بل الحمقى اصبحوا أغلبية تجدهم في جميع جهاتك التي تقصدها، اصبحوا الأغلبية في مجتمعاتنا لا يمتلكون الرأي وإذا امتلكوه كان رأيا سخيفا لا يحتوي على معلومة ولا مبدأ ولا نصيحة فقط رأي نابع من أناس لا يمتلكون المعاني ولا يفقهون الكلمات، وللأسف البعض منهم أصبحوا يتمركزون على الكراسي والمضحك من هذا أنهم وصلوا للمركزية لأنهم يتصفون بالحمق وإذا كانوا يمتلكون العقل والرأي السديد لم يصلوا للكرسي ولم يمتلكوا المركزية.
تلك هي مجتمعاتنا أصبح الحمقى صبغتها ومن يشرد عن تلك النوعية أصبح القهر والذل والبكاء مصيره كما قال شكسبير ولكن وليام تنبأها لأطفالنا لم يدرك أن الأزمنة تتغير لتجعل الرجال هم الباكين من الحسرة على مجتمعاتهم لأنهم لا يمتلكون التغيير في أحداث مسرحيتهم فقط ما يسمح لهم بأن يكونوا متفرجين باكين على ما يقوم به أبطال المسرحية الحمقى ومع مرور الوقت سوف تصبح مسرحياتنا أبطالها قلة من العقلاء يقوم جمهور الحمقى بالضحك عليهم، ذلك هو عصرنا وتلك هي مصيبتنا.
٭ مسك الختام: على الدوام يردد استاذي على مسامعي ليبعث فيني الأمل مقولة لتوماس فولر «إذا لم يناسبك يومك، فقد يناسبك غدك»، والسؤال لمعلمي: هل غدي سوف يشرق دون الحمقى ياسيدي؟