قال تقرير اقتصادي متخصص إن قطاع البتروكيماويات الكويتي مهيأ للنمو بفضل تنامي الطلب العالمي مع تزايد معدلات النمو الاقتصادي وخصوصا في الاسواق الآسيوية الناشئة مثل الهند والصين.
وأضاف تقرير شركة المركز المالي الكويتي (المركز) الصادر اليوم ان قطاع البتروكيماويات الكويتي واجه مشكلات في الماضي نتيجة انخفاض الطلب العالمي العامين 2008 و2009 إبان الازمة المالية العالمية غير أن الطلب على البتروكيماويات عاد لينتعش بعد عام 2010.
وأوضح أن الصين والهند تشهدان حاليا نهضة عمرانية سريعة وسط توقعات بأن يرتفع عدد سكان المدن فيهما بنسبة 50 في المئة بحلو عام 2020 مقارنة بعام 2010 ما يعني زيادة سريعة في الطلب على منتجات كالبلاستيك والبوليمرات.
وذكر وفق تقارير الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات ان الكويت قررت في ضوء توقعات تزايد الطلب رفع طاقتها الانتاجية في قطاع البتروكيماويات من 4ر3 مليون طن متري عام 2012 الى 9ر7 مليون طن متري عام 2015 أي بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 32 في المئة خلال فترة الثلاث سنوات المذكورة.
وبين انه برغم توقعات نمو قطاع البتروكيماويات الكويتي غير أنه يواجه تحديات وعوائق على مسار نموه منها المنافسة الشديدة من دول أخرى في المنطقة وخصوصا السعودية التي انفردت بنسبة 2ر75 في المئة من اجمالي ايرادات قطاع البتروكيماويات عام 2012.
ولفت الى مواصلة شركة صناعة الكيماويات البترولية استراتيجية 2002/2020 لتطوير هذا القطاع محليا في حين تقوم الرؤية الاستراتيجية للشركة على تطوير مصانع ضخمة متكاملة و مصاف محلية للكيماويات البترولية الى جانب أسواق رئيسية أخرى كالهند والصين عبر مشاريعها المشتركة.
وأشار إلى بدء الحكومة الكويتية عام 2010 تنفيذ قانون يسمح بالاستثمارات الاجنبية المباشرة بنسبة 100 في المئة والمتوقع أن يؤدي الى اجتذاب مستثمرين أجانب وتشجيع شركات القطاع الخاص للدخول الى قطاع البتروكيماويات والذي يتم تمويله حتى الآن بشكل رئيسي من الحكومة الكويتية.
وقال التقرير ان قائمة المشاريع الكبرى التي تعمل شركة صناعة الكيماويات البترولية على انشائها حاليا تشمل مصنع الأولفيينات (3) بمنطقة الشعيبة الصناعية الذي تقدر قيمته بسبعة مليارات دولار أمريكي والمتوقع أن يبدأ تشغيله العام المقبل.
وذكر أن شركة صناعة الكيماويات البترولية وشركة (صينوبك) تعملان على انشاء مصفاة متكاملة في مقاطعة (غواندونغ) الصينية المتوقع أن يبدأ تشغيلها عام 2017 وستسهم في مساعدة الشركة على الاستفادة من سوق البتروكيماويات الضخمة في الصين.
وتوقع تقرير شركة المركز المالي الكويتي (المركز) أن يتم تنفيذ مشاريع بتروكيماويات في الكويت طوال الفترة الممتدة بين العامين 2011 و 2017 وتقدر قيمتها الاجمالية بنحو 5ر7 مليار دولار أمريكي.
وذكر ان انتاج البتروكيماويات في المنطقة الخليجية يعتمد أساسا على توريد مادة الايثان بأسعار منخفضة نسبيا وهي مادة مفضلة بسبب ميزة تكلفتها الواضحة حيث تقوم دول مجلس التعاون بتوريد الايثان بسعر 75ر0 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مقارنة بما لا يقل عن 2ر3 دولار لكل مليون وحدة حرارية في كل من أوروبا وأمريكا.
وبين أن التحول الى المصانع التي تعتمد على ال(نافتا) في دول مجلس التعاون سيؤدي الى خسارة المنتجين لميزة التكلفة حيث أنها سوف تصبح ملزمة بالحصول على هذه المادة بسعر السوق علما ان أسعارها متقلبة.
وقال تقرير (المركز) أن الاحتياطيات النقدية القوية وميزة انخفاض أسعار المواد الخام من شأنها تحقيق الاستفادة من سوق مشتقات البتروكيماويات بما يساعد قطاع البتروكيماويات الكويتي على تحقيق مستويات أعلى من النمو والتوسعة.
وبين أن ذلك سيساهم في التوسع باستثمارات المصافي والكيماويات البترولية والدخول في مزيد من المشاريع المشتركة وتنويع محفظة المنتجات ما يساعد شركة صناعة الكيماويات البترولية على مواجهة التحديات وتحقيق أهدافها.