جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب وآراء / احمد عبدالملك يكتب عن – فن إدارة الندوات

احمد عبدالملك يكتب عن – فن إدارة الندوات

لإدارة الندوات المختلفة والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها من الندوات، خطوط وأساسيات لا يمكن التغافل عنها إن أردنا أن تنجح تلك الندوات وتحقق المأمول منها.
ولقد حضرنا ندوات عديدة، كانت مواضيعها جيدة، وكان المشاركون فيها رائعين ومتخصصين فيما ذهبوا إليه، إلا أن التقديم كان سيئاً أهبطَ مستوى تلك الندوات وأحبطَ الجمهور.
ولقد سمعت من أحد الصحفيين أن ندوات متخصصة في فن المسح – خلال الأسبوع المسرحي –قد تمت إدارة من قبل مذيعين حديثي التجربة في التقديم التلفزيوني !. وكان ذلك مخالفة صريحة لأساسيات إدارة الندوات. ولم يستطع المذيع الغض السيطرة على مجريات الأمور، كونه صغير السن، محدود التجربة، ويجلس بين متخصصين في المسرح يزيد عمر الواحد منهم على الستين .
إن فن إدراة الندوات لا يعني قراءة السيرة الذاتية للمشاركين، أو تلقي مداخلات الحضور، والأمر يتجاوز ذلك إلى:
-ضرورة أن يكون مدير الندوة من أصحاب الاختصاص ! إذ أن مدير الندوة المسرحية لا يمكن بالضرورة أن يصلح لإدارة ندوة شعرية، أو أن يكون مدير الندوة الإعلامية هو نفسه مدير الندوة التراثية أو الاقتصادية أو الاجتماعية !. لذا، فإن الإتيان بمذيعي الإذاعة والتلفزيون – من حديثي التجربة – لا يؤدي إلى النتائج المرجوة.
-ضرورة أن يكون مدير الندوة ذا حضور قوي، يعرف متى يوقف المتحدث إن حاد عن الموضوع، ويدرك نسبة توزيع الوقت بين المتحاورين وإبلاغهم بذلك مقدما. كما لا بد وأن يكون مدير الندوة قد قرأ الموضوع واستوعبه، بحيث يمكن أن نسمع له آراء تثري الموضوع وبدون تطويل، حتى لا يتحول إلى محاضر آخر.
– أهمية أن يجذب مدير الندوة انتباه الجمهور خلال الندوة، وذلك من خلال لباقته ومحاولته كسر الحاجز عبر ‘القفشة’ التي تثري الموضوع وتكسر حدته، من خلال تجربته الذاتية، ولماحته. وذلك يجعل الجمهور حاضراً ومتفاعلاً في الندوة حتى لو كان حديث المحاضر مملاً ويأتي بالنعاس.
– ضرورة أن يُلم مدير الندوة باللغة الفصحى، وألا يضيع في العامية، ما يؤدي إلى تواضع الندوة؛ لأن الندوة فعل ثقافي ووسيلته اللغة العربية الفصحى وليست العامية. وإذا كان بعض شبابنا من المذيعين الجُدد ‘يتطيرون’ من اللغة العربية في وظائفهم، فكيف لهم أن يديروا ندوات ثقافية يتحدث المحاضرون فيها باللغة العربية الفصحى ؟.
-أهمية أن تكون لدى مدير الندوة الحجة المقنعة، والموقف الملائم والحسم، فيما لو تصادف وجود أحد ‘المشاغبين’ في الندوة، وعرضَ موضوعاً خارج الموضوع المطروح . أو أن قام أحد الحضور بالقاء محاضرة أخرى محل إلقائه السؤال !.
-أهمية احتفاظ مدير الندوة بذاكرة حية؛ ولا بأس من أن يسجل مواقف أو آراء المشاركين، وكذلك أسئلة الجمهور، حتى لو يُحرج أو يحرج المحاضر فيما لو نسي المحاضر تسجيل الأسئلة الموجهة له.
وبعد، فهذه خواطر مختصرة لأهمية اختيار من يديرون الندوات الناجحة، وهو فن تختلط فيه قوة الشخصية مع التجربة الثرية مع التخصص وسمو الحضور. وعلى الجهات التي تنظّم ندوات وفعاليات ثقافية أن تُحسن اختيار من يديرون الندوات، لأنهم بذلك يدعمون نجاح تلك الندوات والفعاليات. ومن الأخطاء التي لاحظناها إسناد من هم بعيدون عن المجال الثقافي والحراك الثقافي عامة في البلد في تنظيم وإعداد الندوات والفعاليات الثقافية.
تنويه:
حدث خطأ غير مقصود في مقال الأسبوع الماضي عن الدراما الخليجية في اسم مسلسل ‘أمنا رؤيحة الجنة’ لذا وجب التنويه.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*