في زمننا الحاضر يعتبر الحوت الأزرق من أضخم الحيوانات التي تعيش على الأرض، أما في الماضي البعيد، فعاش على الأرض العديد من الحيوانات الضخمة والعملاقة.
وعلى مدار العقود الماضية، انصب اهتمام العلماء والأبحاث بشكل كبير على الديناصورات بشكل خاص، لكن يوجد العديد من الحيوانات العملاقة الأخرى التي تبين أنها أسلاف بعض من المخلوقات التي تعيش اليوم على الأرض، كما أن هناك حيوانات غريبة ومرعبة انقرضت ولا يوجد على الأرض مخلوقات تشبهها، وبقراءة التقرير ستشعر بالسعادة لأنك تعيش في 2015.
ويمكن لبقايا حيوانات الأمس العملاقة أن تساعدنا في فهم تغير الظروف على الأرض عبر العصور، لأن حجم المخلوقات غالبا ما يتغير استجابة للتغيرات البيئية، وفي هذا الإطار، أعد موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» قائمة رصد فيها 10 من الحيوانات العملاقة المنقرضة.
10. Aegirocassis benmoulae
من المخلوقات التي عاشت على الأرض منذ 480 مليون عام، وينتمي لعائلة منقرضة من الحيوانات البحرية تسمى anomalocaridids، وكان لهذا الحيوان صفين من الزعانف على طول الجسم، و كان مزودا بخياشيم مكنته من التنفس، وهذا النوع يشبه إلى حد كبير المفصليات البحرية المعاصرة كالجمبري وسرطان البحر، ويعتمد نظامها الغذائي على تصفية مياه البحر لاستخراج الكائنات الحية الدقيقة العالقة به، وهذا يدل على أن النظام البيئي في تلك الفترة كان غنيا بالعوالق، وستمكن حفريات هذا المخلوق الغريب من اكتشاف مراحل تطور العناكب الحديثة والحشرات والقشريات.
وبناء على حفريات أقل اكتمالا، كان يعتقد أن anomalocaridids لديها زوج واحد فقط من الزعانف، لكن حفريات benmoulae تظهر بوضوح زوجين من الزعانف لكل قطعة، وفي ورقة بحثية نشرت في مجلة «نيتشر» عدد مارس 2015، أظهر الباحثون أن زوجي الزعانف على الحفريات تتوافق مع الشرائح العليا والسفلى من أطرافه المفصلية الحديثة، وأعادوا النظر في حفريات anomalocaridid الأخرى، ووجدوا أن لديهم أيضا أزواجا من الزعانف وخلصوا إلى أنه في بعض الأنواع تسبب الضغوط التطورية تلاحم هذه الزعانف، وهذا يوحي أن تاريخ anomalocaridids يعود إلى وقت مبكر، وظلت أجسامها الغريبة مثيرة للتساؤل حتى عام 1985، حيث توصل العلماء إلى أن هيئتها تشبه الروبيان مع زوائد مسننة وأفواههما شبيهة بقناديل البحر وجسمها شبيه بخيار البحر.
9. Jaekelopterus rhenaniae
Jaekelopterus rhenaniae هو كابوس فصيلة arachnophobe، ويبلغ طوله 2.5 مترا، وهذا العقرب البحري العملاق يحظى بلقب أكبر المفصليات التي عاشت على الأرض في التاريخ.
واسمها الشائع مضلل نوعا ما لأنها ليست عقارب حقيقية، ففي عام 2007، عثر في ألمانيا على مخلب عملاق لعقرب البحر Jaekelopterus rhenaniae يقدر عمره بحوالي 390 مليون عاما، ويصل طول المخلب 46 سنتمترا، ما يعطي تقديرا بأن طول هذا العقرب المائي يصل الى 2.5 مترا.
ويعتقد العلماء أن كبر حجم هذا العقرب وغيره من الكائنات التي عاشت في تلك الفترة إما كان بسبب نسبة الاكسحين العالية في تلك الحقبة الزمنية أو بسبب قلة المنافسة من الفقاريات في تلك الفترة، وهذا العقرب المائي يعتقد أنه سلف جميع العنكبيات الموجودة اليوم كالعناكب والعقارب.
8. Arthropleura
منافس آخر على لقب أكبر المفصليات في التاريخ وهي نوع من اللافقاريات يصل طولها إلى 2.6 مترا، وعاشت قبل 340 و 280 مليون عاما، ويعتقد أنها أيضا استفادت من ارتفاع مستويات الأكسجين في الهواء، وهي تملك عددا ضخما من الأرجل وكانت عملاقة بكل ما في الكلمة من معنى، وتبين من المسحثات أنها عاشت في العصر الكربوني إلى العصر البرمي المبكر في أمريكا الشمالية واسكتلندا، ورغم شكلها إلا أنها كانت عاشبة تماما، أي أنها مكيفة لأكل الأطعمة ذات الأصل النباتي، وذلك وِفقا لأبحاث أجريت على جراثيم السرخس المتحجرة.
7. Meganeura
تعتبر «ميجانيورا» من المفصليات العملاقة التي ارتبط حجمها بمستويات الأوكسجين المرتفعة في الغلاف الجوي، واكتشف أول أحفوري في عام 1880 في فرنسا، وهذه المخلوقات تشبه اليعسوب وتتغذى على البرمائيات والحشرات، وعاشت قبل حوالي 300 مليون سنة، وتتميز بالأجنحة الطويلة والضخمة تصل إلى 65 سم، وكانت من بين أكبر الحشرات الطائرة من التاريخ.
وتتحدد أحجام الحشرات عموما وِفق الطريقة التي تحمل بها الأكسجين من الهواء إلى أعضائها الداخلية، وغالبا لا تستخدم الرئتين وبدلا منها تستخدم أنابيب القصبة الهوائية.
وخلال العصر الكربوني، أي قبل ما يقرب من 359 إلى 299 مليون سنة، وصلت نسبة الأكسجين في الهواء إلى 35%، وهذا قد يكون سمح لحشرة ميجانيورا باستخراج المزيد من الطاقة من نفس الكمية من الهواء، وبالتالي تبقى قادرة على التحليق رغم ضخامتها ، وهذه النظرية تفسر لماذا لا يمكنها البقاء على قيد الحياة في فترات لاحقة عندما انخفضت مستويات الأوكسجين.
6. Sarcosuchus imperator
ليست الحشرات وحدها التي تقلصت على مر السنين، فقد دهش العلماء أثناء بحثهم عن آثار الديناصورات في النيجر في عام 1997 عندما وجدوا عظام فك تمساح بحجم الإنسان، و كانت تلك هي العينات الأكثر اكتمالا من عملاق عصور ما قبل التاريخ الذي كان يصطاد في الأنهار الواسعة في شمال أفريقيا الاستوائية قبل 110 مليون سنة.
وهذا العملاق المعروف أيضا باسم SuperCroc، نما ليصل طوله إلى 12 مترا ووزنه حوالي 8 أطنان، أي أنه أثقل من أكبر التماسيح اليوم بحوالي 4 مرات، وربما أكل الديناصورات الصغيرة وكذلك الأسماك، وكان طول فكه يصل إلى 1.8 مترا، ويحتوي على أكثر من 100 من الأسنان، ورغم لقبه، فهذا العملاق لم يكن الجد المباشر لحوالي 23 نوعا من التماسيح الحديثة، حيث أنه ينتمي إلى عائلة الزواحف المنقرضة التي تسمى pholidosaurs.
5. Metoposaurus
لم تكن التماسيح والأسماك من عصور ما قبل التاريخ الوحيدة التي تثير الخوف، فكانت الأرض كذلك موطنا للبرمائيات آكلة اللحوم العملاقة، التي بدت مثل السلمندر الضخم، وتم العثور على حفريات لحيوان Metoposaurus في ألمانيا وبولندا وأمريكا الشمالية وأفريقيا والهند، ويبدو أنه تم القضاء على معظم الأنواع من خلال انقراض جماعي منذ 201 مليون سنة، حيث مسح هذا الحدث العديد من الحيوانات الفقارية، بما في ذلك البرمائيات الكبيرة، وترك المجال مفتوحا للديناصورات لتصبح المهيمنة.
ووصفت أحدث الأنواع في مارس 2015 من قبل ستيفن بروسات من جامعة «إدنبره» في المملكة المتحدة وزملاؤه، وأطلقوا عليها اسم M. algarvensis، نسبة إلى المنطقة في البرتغال حيث تم العثور عليه، وبلغ طوله مترين، ورأسه مسطح شبه بمقعد المرحاض، ورغم مئات الأسنان الموجودة في فكه، فأطرافه الضعيفة بينت أنه لم يقض الكثير من الوقت على الأرض، وكان سلف بعض من البرمائيات الحديثة مثل الضفادع وسمندل الماء.
4. Megatherium
اعتبر هذا المخلوق من أكبر الحيوانات العملاقة الكسولة التي عاشت على الأرض، وعاش معظمها في أمريكا الجنوبية قبل 5 مليون إلى 11000 سنة، و في حين أنه لا يشبه بالضبط الديناصورات أو الماموث الصوفي، إلا أن هذه الحيوانات الرائعة لا تزال من بين أكبر الحيوانات البرية، وكان طولها يصل إلى 6 أمتار، وكانت جزءا من مجموعة تضم حيوانات حديثة مثل الكسلان، والمدرع، وآكلات النمل.
وتميز Megatherium بهياكل عظمية قوية للغاية ويبدو أنها تمكنه من الإستمرار والقوة و لكنها لا تساعده على السرعة، ولديه أسلحة طويلة ومخالب كبيرة. ويعتقد معظم العلماء أنها تستخدمها لتصل إلى الأشجار لانتزاع الأوراق واللحاء التي تكون بعيدة عن متناول الحيوانات الصغيرة، ويعتقد رغم ذلك أن هذا الحيوان من آكلي اللحوم حيث أن الأشكال من عظام الكوع توحي أنه يمكن أن يحرك ذراعيه بسرعة ما يسمح له باصطياد فرائسه.
3. Terror birds
في الأعوام الأخيرة، كان العلماء يحاولون استخدام أدوات تحرير الجينات لإحياء الأنواع المنقرضة بما في ذلك the Pyrenean ibex، و نمر تسمانيا، والحمام الزاجل، وحتى الماموث الصوفي، ويأمل الكثيرون ألا يتمكن العلماء من وضع أيديهم على الحمض النووي DNA الخاص بهذه الطيور.
وتعرف أكثر رسميا باسم Phorusrhacids، وكانت هذه المجموعة من الطيور تطير حتى ارتفاع 3 أمتار، وتبلغ سرعتها 50KM / ساعة (30mph)، ويمكنها ابتلاع كلب متوسط الحجم مرة واحدة، وساعدها طول رقبتها على التقاط الفريسة من مسافة بعيدة بينما ساعدتها قوائمها الطويلة على السرعة والتسارع.
أما مناقير هذه الطيور فهي منحنية إلى أسفل، وتمكنها من تمزيق الفريسة مثل الكثير من الطيور الحديثة الجارحة ومنها النسور، وتم العثور على معظم الحفريات Phorusrhacid في أمريكا الجنوبية، حيث عاش قبل ما بين حوالي 60 و 2 مليون سنة، كما تم العثور على بعض بقايا في أمريكا الشمالية، ويوجد اعتقاد أنها ظلت على قيد الحياة حتى قبل 10 آلاف سنة، استنادا إلى المكتشفات في ولاية فلوريدا، لكن اتضح أن هذه الحفريات هي أقدم بكثير مما كان يعتقد أصلا، كما يعتقد أن أقرب أقاربها هي طيور seriemas في أمريكا الجنوبية، التي تنمو ليصل طول قامتها إلى 80 سم.
2. Megalodon sharks
ذكرت بعض التقارير بأن هناك أسماك قرش ضخمة تجوب المحيطات، و أنها ثلاث مرات أكبر و30 مرة أثقل من أسماك القرش الأبيض المعروفة ،و لكنها انقرضت منذ وقت طويل.
و كانت تسمى «ميجالودون»، ولا توجد معلومات صحيحة حول حجمها، ومثل كل أسماك القرش، لديها هيكل عظمي في الغضروف بدلا من العظام، وهذا ما تدل عليه الحفريات التي وُجدت وهي عبارة عن أسنان وبضع اجزاء وقطع من الفقرات، وتشير التقديرات الأخيرة أن طولها يتراوح من 16 إلى 20 مترا، وبالتالي فهو أكبر بكثير من أكبر الأسماك التي لازالت على قيد الحياة اليوم، حيث أن طول الحيتان وأسماك القرش يصل فقط إلى 12.6 مترا .
وفكي أسماك القرش ميجالودون العملاقة الواردة تضم أكثر من 200 من الأسنان المسننة، يصل طولها إلى18 سم، ويعتقد العلماء أن «ميجالودون» عاش قبل أكثر من مليوني سنة، وبعد ذلك أخذت الحيتان الضخمة مكانها كأكبر الحيوانات في المحيطات، وفقا لدراسة أجريت في عام 2014.
1. Titanoboa cerrejonensis
منذ حوالي 60 مليون سنة، وبعد فترة وجيزة من زوال الديناصورات، تطورت ثعابين كانت أكبر مرتين من اكبر الثعابين الحديثة، و يبلغ طولها 14.6 أمتار، وتزن أكثر من طن واحد، ووصفت في عام 2009، بعد العثور على فقرات متحجرة وجماجم في منجم للفحم في كولومبيا.
و يعتقد أنها أحد أقارب أناكوندا والأصلة العاصرة، وكانت تسحق فريستها حتى الموت، وكانت التماسيح ضمن ضحاياها، وتعتمد الثعابين على الحرارة الخارجية للبقاء على قيد الحياة لأنها لا يمكن أن تنظم درجات حرارة أجسادها، ووصلت هذه التعابين العملاقة إلى حجمها فقط لأن الأرض كانت أكثر دفئا وقت تطورها، ووضعت نسخة طبق الأصل بالحجم الطبيعي من هذا الوحش الزلق للعرض في متحف «سميثسونيان الوطني» لمؤسسة التاريخ الطبيعي في العاصمة الأمريكية، واشنطن، قبل 3أعوام.