جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب وآراء / قراءة التاريخ ،،، بقلم | وسمية الخشمان

قراءة التاريخ ،،، بقلم | وسمية الخشمان

قراءة التاريخ..

كن ضد التاريخ
اذا اردت فقط الهروب من الواقع
كن ضد التاريخ..

التاريخ يفرض نفسه في كل اوجه الحياة،في الحياة ومعناها وفي الحاضر وخطوط المستقبل لاشيئ يسير عبثا بلا قواعد بلا اعمدة بلا ارض متينة نقف عليها آمنين المسير
وانت عندما تتحدى التاريخ تقف عند اول عتبات الجنون الحقيقي فكيف تدار كفة الزمن، لو لم يكن هناك نقطة انطلاق ؟
من منا لا يحب ان يستمع لقصص حدثت في الماضي وكان لها من العبر الشيئ الذي قادك نحو ماتصبو اليه ؟ من منا لا يحب القراءة عن اسماء خلدها التاريخ؟ وتركت بصمتها العظيمة في الجهات الاربع للزمن..
واود هنا ان اتطرق الى شخصيات تاريخية اجد في تفاصيلها اثر كبير على العالم .
(عليك أن تكون أنت التغيير الذي تريده للعالم.)
الماهاتما غاندي..
الزعيم الروحي للهند، والزعيم الروحي للثورة السلمية التي أدت إلى استقلال الهند عن بريطانيا.
في قرائتي لسيرته وجدت أن العظماء لايملكون وقتا لمراقبة مايحدث حولهم بصمت ،العظماء هم صانعو التاريخ،هم مروجو فكرة التغيير،هم من يتقنون جلد الواقع ليسير وفق مخططات مدروسة منسوجة باتقان ، ماذا قال هذا القائد عن سيدنا محمد ؟

مهاتما غاندي :

” أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة. “

ربما كانت اقواله تلك المنارة التي قادت ابنه على اعتناق الاسلام ،ومفاتيح لصناديق السلام،ولكنني على يقين تام بان كل ماهو عظيم استند عظمته من عظمة سبقته بقرون وازمنة كثيرة ، ولولا قرائته لتاريخ نبينا العظيم لما توصل لكل هذا السلام الروحي والفكر المنير ، حوله وحول دينه الحنيف ، الامر اذا بسيط جدا
يدور حول من أثر بمن ؟
تأثر غاندي بمؤلفات كان لها دور كبير في بلورة فلسفته ومواقفه السياسية منها “نشيد الطوباوي” الملحمة الشعرية الهندوسية والتي كتبت في القرن الثالث قبل الميلاد واعتبرها غاندي بمثابة قاموسه الروحي . إضافة إلى “موعظة الجبل” في الإنجيل، وكتاب “حتى الرجل الأخير” للفيلسوف الإنجليزي جون راسكين الذي مجد فيه الروح الجماعية والعمل بكافة أشكاله، وكتاب الأديب الروسي تولستوي “الخلاص في أنفسكم” الذي زاده قناعة بمحاربة المبشرين المسيحيين، وأخيرا كتاب الشاعر الأميركي هنري ديفد تورو “العصيان المدني”. ويبدو ان قراءة التاريخ كانت بالنسبة له الطريق الاقصر الى التحرر الذاتي قبل أن يستحق تحرير الآخرين.
نعم هو أحد رجالات التاريخ وأحد المؤثرين بهذا العالم ويكفي ان اقواله اصبحت مفتاحا جديدا لمن يملك القدرة على التغيير والانضمام في صفوف العظماء. يبقى التاريخ المبرر الوحيد لما نريد ،والطريق الافضل لتحقيق مانريد..

وسمية الخشمان

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*