عنبر أخو بلال..!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
ما الفرق بين الشبو وحبوب الكبتي والحشيش والأفيون وغيرها من المصطلحات والأسماء؟ فكلها موبقات بعضها فوق بعض ومحرمات ومهالك وتدمير لحياة الفرد والمجتمع. فهذه أغلب المواطنين عندهم بها علم، وضررها بين واضح، حيث يتحاشى الأغلب سلوك طريقها، بل ويحذرون منها.
ولكن ما ليس واضحاً لديهم ولا تشريع فيه حتى لدى وزارة الداخلية كما نما إلى علمي كي يجرم فاعله هو المواد المخدرة الكيميائية، التي أهلكت الشباب، وما نسمع من السقوط اليومي منها مريع وخطير ومفجع إن لم يتداركه المسؤولون قبل فوات الأوان، فلا يبقى بعد ذلك في المستقبل من شبابنا أحد إلا وقد سقط صريع هذا الداء. فالتأخير في عدم سن تشريع يجرم هذه المواد يجعلنا ندخل في دائرة الشك مع تقديرنا لجهود رجال مكافحة المخدرات، وعملهم الجبار في منع انتشار هذا الداء المدمر بأنواعه بين شبابنا من الذين يبحثون عن أي شيء يغيبهم عن حاضرهم غير المطمئن، وعن مستقبلهم المجهول. فالحكومة ما زالت لا تعمل شيئاً تجاههم على الحقيقة. فالشباب كما ذكرت ذلك في مقالات عدة لا يريدون مؤتمرات ومهرجانات ومعارض ولقاءات كلها هرج دون فعل لا تلبي حاجاتهم الحاضرة أو المستقبلة مثل توفير الوظائف حين التخرج في الكليات والمعاهد والجامعات المتنوعة، فها هم الأغلب قابعون في البيوت بالآلاف، ولا نبالغ إذا قلنا إن الرقم قد وصل إلى أكثر من عشرين ألفاً.
ورجوعاً إلى موضوعي، هل تريدون الاستمرار في تدمير الشباب بالسكوت وعدم الاستعجال في سن تشريع لذلك قبل فوات الأوان ثم لا يبقى لكم شباب بعد ذلك؟!
ولا أريد أن أردد مقولة بعض المواطنين الحريصين أو قل القلقين على أولادهم إن هناك إهمالاً من قبل الحكومة في عدم سن تشريع في ذلك، ربما حتى يزيد الشباب في لهوهم في توفير مثل هذه المواد حتى لا يفكروا في تظاهرات أو اعتصامات أو مناكفة الحكومة في ما تقوم به من هدر أحياناً للأموال العامة التي لم تعد محصنة من السراق، أي بالكويتي الصريح لا يريدونهم وطنيين مئة في المئة، إنما يريدونهم مجموعة من المخدرين، التائهين، الضائعين، العابثين، الفاجرين.
هذا ما تراه أكثر الأسر والآباء والمرشدين وأساتذة المدارس المخلصين منهم أن هناك تقصيراً في عدم منع الشباب من تدمير أنفسهم في كل مناحي حياتهم.
نأمل من شبابنا الطيبين الطاهرين المخلصين أن يتنبهوا إلى ذلك، ونسأله سبحانه أن يجعل كيد من يخطط لشبابنا وشعبنا وبلدنا في نحره، وأن يدمره شر تدمير، وأن يرينا سبحانه فيهم عجائب قدرته، فلقد ضرب الفساد أطنابه في كل مكان، أي توسع الخرق يوماً بعد يوم (فقد زاد الخرق على الراقع) فكيف الحل والنجاة؟! والله المستعان.