جريدة الحقيقة الإلكترونية
أعلنت شركة «نيكون»، عملاق صناعة الكاميرات، يناير 2006، توقفها عن تطوير الكاميرات الفيلمية «العادية»، بعدما تأكد لها انتهاء عصر «الأفلام» أمام التطور الهائل الذي تحققه الكاميرات الرقمية «الديجيتال». وبعدها بنحو 6 أشهر، تبنت شركة «كانون» القرار ذاته، وأعلنت وقف تطوير الكاميرات الفيلمية في معاملها.
هكذا، استطاعت الكاميرا الرقمية أن توجه ضربة قاضية لـ«الفيلمية»، وذلك بعد مرور 31 عامًا على ابتكار أول كاميرا رقمية في التاريخ، على يد المهندس ستيف ساسون، حيث اجتمع الباحثون في مجمع كوداك عام 1975 لتجميع قطع هذه الأداة التي اعتبرها البعض «سابقة لزمانها بمراحل»، بحسب موقع petapixel.
كان ستيف ساسون مديرًا للمشروع، وقام ببناء مشروعه على حساس (CCD) وجهاز تسجيل أشرطة كاسيت، وهو الجهاز الذي أخذ 23 ثانية لتسجيل أول صورة فوتوغرافية مكونة من 100 خط دقة، أي ما يعادل 0.01 ميجا بكسل.
لم تكن لتلك الكاميرا القدرة على عرض صورها إلا من خلال تلفاز أبيض وأسود، يتولى عرض هذه الخطوط المائة فيها. وتقوم فكرة عمل الكاميرا الرقمية على أساس استبدال شرائح (CCD) الحساسة للضوء بالأشرطة الفيلمية الموجودة في الكاميرات العادية، حيث تنعكس الآشعة المتجمعة في فتحة العدسة بوضع مقلوب على الشرائح، التي تقوم بتحويل الآشعة الضوئية إلى آشعة كهربائية، ومن ثم تنقلها إلى معالج أو مرقّم، يتولى تحويلها إلى إشارات رقمية، وتكون بذلك قابلة للتخزين في الذاكرة الرقمية للكاميرا.
وعندما عرض «ساسون» اختراعه لأول مرة أمام الناس في أحد المؤتمرات، ساق كثيرون أسئلتهم إليه، وكان جلها لا يخرج عن «ألا يوجد بها فيلم؟»، وبعد أن شرح فكرة عملها توارد إليه سيل من الأسئلة: «لماذا أعرض صوري؟ كيف أحفظها على التلفاز؟ كيف ستبدو الألبومات الألكترونية؟ وكيف ستتوفر هذه الأداة الكبيرة للمستهلكين؟»
ويقول البعض إن هذا النموذج يعتبر «جائزة شخصية» لـ«ساسون» نظير جهوده، وعندما قامت «كوداك» بعرضها على الناس، قالت «إن هذا النموذج في طور التطوير، وما هو إلا بداية لمستقبل باهر في عالم التصوير، سيتحسن بتقدم التكنولوجيا».
وفي عام 2010، تم منح «ساسون» الدكتوراه الفخرية من جامعة روتشستر في نيويورك، نظير جهوده في ابتكار اختراع اقتصادي «غيّر مجرى التاريخ».
