م 36 – طائفية الدولة العظمى
د. عبدالهادي الصالح
مع تخوف أوروبا من اقتحام الطائفية لمجتمعاتهم، يبدو البعض منا قد سبقهم ووزع تصنيفاته الضيقة والساذجة عليهما بحكم تدخلاتهما ضد الجماعات الإرهابية، وعلى الأخص في سورية والعراق: روسيا للشيعة! وأميركا للسنة!
رغم أن دافعهما الأول والأخير مصالحهما.
التي التقت هنا مع مصالحنا جميعا كعرب ومسلمين التي يفترض أن تكون في القضاء على هذه الجماعات التي عاثت فسادا في الحرث والنسل، تستأصل الناس بصفتهم إما شيعة كفرة أو سنة مرتدون!!
هذا هو العنوان الأهم الذي طغى على أي عنوان آخر كالمطالبة بالديموقراطية! فحينما يفتقد الأمن ويسود الإرهاب والتكفير، تعتبر المطالبات الأخرى ترفا وخبالا!
والأدهى والأمر أن يعتقد السذج ويروج له المتعصبون أن الإرهاب سيقف عند الحدود العراقية والسورية والدول البعيدة عنا! بينما هم يعملون للخلافة المزيفة التكفيرية لتبلع الأقاليم الإسلامية ومن عليها ومن يجاورها.
يعني حتى نحن في بلادنا الراغدة المطمئنة أننا مهددون بوحشيتهم كمواطنين ووافدين سنة وشيعة ومسيحيين وليبرليين… الخ، إلا من استسلم لهم صاغرا ذليلا.
وإزاء ذلك، فمن مصلحتنا الوطنية على الأقل أن ندعم كل جهد ونشجع كل رصاصة منطلقة نحو التكفيريين هناك، أيا كان مطلقها من الروس أو الأميركان وغيرهما، مع التقاء وتبادل المصالح.
مع الحذر ممن يكذب ويداهن ويدعمهم من طرف خفي وبيد المكر والخبث السياسي.
لكن مع الأسف ألا نرى هذه المصالح تلتقي لنصرة العزل من شعبنا الفلسطيني، وإنقاذ قدسنا الشريف، من الجزار الصهيوني الذي التقت مصالحه كذلك مع تلك القوى التكفيرية الوحشية التي أشغلت وأنفذت طاقات المعادين للصهيونية.