أكدت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم صحة شريط الفيديو الذي بثه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والذي يظهر ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي فيما دعا الرئيس الامريكي باراك أوباما إلى استئصال هذا التنظيم “السرطاني”.
وكان تنظيم (داعش) نشر أمس شريط فيديو تحت عنوان (رسالة إلى أمريكا) يظهر فيه الصحفي الأمريكي جيمس فولي الذي اختطف في سوريا شهر نوفمبر من العام 2012 مذبوحا وهو ما وصفه أوباما ب”العمل العنيف الذي صدم ضمير العالم بأسره” مشددا على أن تنظيم “(داعش) لا يتحدث باسم أي ديانة”.
وأضاف أوباما في خطاب ألقاه اليوم أن “(داعش) اجتاح مدنا وقرى لقتل المدنيين الأبرياء العزل في أعمال عنيفة لكنها جبانة” مؤكدا أن “هذا التنظيم لا يتحدث باسم أي دين وأغلب ضحاياه من المسلمين ولا ديانة تحرض على قتل الأبرياء”.
وأوضح الرئيس الأمريكي أنه “على الحكومات والشعوب في منطقة الشرق الأوسط أن تبذل جهدا مشتركا لاستئصال هذا النوع من السرطان كي لا ينتشر” مؤكدا أن الجميع يتفق “على أنه لا مكان لمجموعة مثل (داعش) في القرن ال21”.
من جهته أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قتل الصحفي الأمريكي فولي على يد (داعش) “بأشد العبارات” واعتبرها “جريمة قتل مروعة” داعيا إلى القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.
وذكر بان على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك أن هذه “الجريمة النكراء تؤكد أن تنظيم (داعش) مستمر في شن حملته الإرهابية ضد شعبي العراق وسوريا” فيما اعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان الفيديو مثال على الوحشية المروعة التي يعتمدها تنظيم (داعش).
وقال هاموند من جهة اخرى ان الحكومة البريطانية مطلعة على وجود عدد كبير من البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف هذا التنظيم لاسيما بعد أن أكدت تقارير اعلامية أمس ان مقاتل (داعش) الذي قام بذبح الصحفي جيمس فولي كان يتحدث بلغة انجليزية ذات لهجة بريطانية.
في هذا الصدد أعلن متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية في بيان ان رئيس الوزراء جيمس كاميرون قطع اجازته ليترأس اجتماعا يضم وزراء وقادة أجهزة الاستخبارات والامن وكبار الموظفين من الخارجية والداخلية بهدف بحث التهديد الذي بات يشكله تنظيم (داعش) ضد الامن البريطاني.
واضاف ان كاميرون استنكر حادثة اعدام الصحفي الأمريكي فولي على يد مسلح بريطاني من تنظيم (داعش) واصفا عملية القتل بانها “وحشية ومثيرة للصدمة وتنم عن انحطاط أخلاقي”.
في هذا السياق كشف وزير الخارجية هاموند ان أجهزة الامن البريطانية ستعمل مع نظيرتها الامريكية من اجل تحديد هوية الشخص الذي قام بذبح فولي في حين حذرت الشرطة البريطانية من مشاهدة او تحميل وتوزيع الفيديو الذي يظهر إعدام الصحفي الامريكي.
وذكر متحدث باسم (سكوتلانديارد) في تصريح لموقع صحيفة (غارديان) ان قوانين مكافحة الارهاب البريطانية تجرم تداول هذا النوع من المواد الالكترونية او تبادلها عبر الانترنت مشيرا الى أن خبراء من قيادة وحدة مكافحة الارهاب يواصلون تحرياتهم لتحديد هوية المسلح الذي ظهر في الفيديو.
من جانبه أدان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بشدة اعدام الصحفي الامريكي مشددا على ان هذا العمل “الدنيء” يظهر الوجه الحقيقي لتنظيم (داعش) الهمجي ودعا المجتمع الدولي الى “التعبير بحزم عن اشد الادانة ازاء هذا العمل”.
غير أن فابيوس أوضح في المقابل ان اعدام الصحفي فولي “يعزز عزمنا على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وفقا للقرار رقم 2170 الصادر من مجلس الأمن الدولي” معربا في الوقت ذاته عن تعازي فرنسا لاسرة الصحفي.
في السياق ذاته وصفت منظمة العفو الدولية اليوم ذبح الصحفي الامريكي على يد مقاتل من (داعش) بأنه يمثل “جريمة حرب” مؤكدة الحاجة لضمان اطلاق سراح الصحفيين المفقودين في المنطقة.
وذكرت المنظمة في بيان ان “هذا العمل الوحشي يؤكد الحاجة الملحة لأن تعمل جميع الدول ذات التأثير في المنطقة على ضمان اطلاق سراح الصحفيين المفقودين الآخرين بسلام”.
وشدد نائب مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالمنظمة سعيد بومدوحة على ان ” هذه جريمة حرب ويجب ان يمثل كل من ارتكب عملية القتل ومن امر بها للعدالة” داعيا الى استخدام “جميع الوسائل الدبلوماسية الممكنة” من أجل ضمان عدم قتل المزيد من الصحفيين.
بدوره أعرب الاتحاد الدولي للصحفيين عن صدمته العميقة في أعقاب الاعدام “المروع” للصحفي الأمريكي حيث اعتبر رئيس الاتحاد جيم بوملحة في بيان ان “هذا القتل المروع والجبان لرجل أعزل هو دعوة أخرى إلى اتخاذ إجراءات لحماية الصحفيين والمدنيين”.
وحث بوملحة المجتمع الدولي “للوقوف في وجه الهمجية الآن” فيما ذكر السكرتير العام لاتحاد الصحفيين بيث كوستا في تصريح للصحفيين “نشعر بحزن عميق لوفاة جيمس ولعائلته ووالدته وجميع أصدقائه ونحن نقدم خالص تعازينا”.