أوضاع مقلوبة – انتفاضة أطفال الحجارة.. الثانية !
وليد إبراهيم الأحمد
دققوا في هذا الخبر.. أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، عن «قلقه العميق» إزاء تصاعد أعمال العنف في القدس والضفة الغربية المحتلتين، وأعلنت فرنسا أن تصعيد العنف «مثير للقلق وخطير»، كما أعرب المجتمع الدولي عن (قلقه العميق) إزاء ما يحدث في غزة وضرورة (ضبط النفس)!
المجتمع الدولي يرى المجرم بوضوح وهو يقتل شعباً أعزل بأكمله ومع ذلك يصر على الصمت عن القول للمجرم يا مجرم توقف عن أفعالك.. ليعرب لنا عن (قلقه العميق) و(أسفه الشديد) وضرورة (ضبط النفس) إزاء البطش المتعمد من جهة الطرف الأقوى عدة وعتاداً بطائراته وصواريخه دون الخروج بفائدة مرجوة من تلك الأكاذيب الديبلوماسية!
كم كان مؤلماً تلك الغارة الإسرائيلية على غزة التي استشهدت معها فلسطينية تبلغ من العمر ثلاثين عاماً وهي حامل في شهرها الخامس مع طفلتها البالغة من العمر عامين بعد أن انهار المنزل على من فيه!
وكم كان المشهد نفسه مؤثراً أيضاً عندما احتضن الأب طفلته الصغيرة التي فارقت الحياة متوسلاً لها أن ترد عليه لتبلغه أنها على قيد الحياة!
ما يحدث اليوم في الضفة الغربية وقطاع غزة لاسيما الانتهاكات المتعمدة للمسجد الأقصى جعل أطفال الجيل الجديد من الفلسطينيين ينفضون الغبار عن سلاح آبائهم وأجدادهم الذي أقض مضاجع الإسرائيليين وماعرف بـ (انتفاضة أطفال الحجارة) تلك الانتفاضة التي ظهرت في الثامن من ديسمبر عام 1987 في قطاع غزة ثم انتقلت شرارتها إلى مدن وقرى المخيمات الفلسطينية بعد أن قام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز «إريز» الذي يفصل قطاع غزة عن بقية الأراضي الفلسطينة ولم تهدأ الانتفاضة إلا بعد أربع سنوات في العام 1991 وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993!
اليوم بوادر عودتها من جديد بانت بعد أن خذل المجتمع الدولي ونحن معهم هؤلاء العزل، مقابل استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية والاقتحامات والقتل المتعمد حتى شهدت القدس والخليل ومناطق عدة بالضفة الغربية احتجاجات بالحجارة ضد قوات الاحتلال نصرة للقدس والمسجد الأقصى وتفاعلت معها بالتأييد غزة المنسية من خارطة العالم العربي والإسلامي!
نسأل الله أن ينصركم ويثبت أقدامكم وأن يرحم شهداءكم ويخذل من خذلكم و»إنا لله وإنا إليه راجعون»!
****
على الطاير:
– ماهي آخر أخبار جامعة الدول العربية؟.. ياه كم هو جميل أن يبقى هذا الاسم من التراث!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله.. نلقاكم!