في عام 1962 قرر نزلاء السجن الثلاثة جون أنجلين وأخوه كليرانس، وزميليهما فرانك موريس وضع خطة محكمة للهروب من أخطر سجن في العالم، الكاتريز، ونجحوا في خداع أكبر مكتب للتحقيقات في العالم، بفشل خطتهما وسقوطهم غرقى في مياه المحيط قبل أن تكلل خطتهم بنجاح يتمثل في بلوغ الشاطئ.
الملاعق كانت الأداة التي استخدمها الثلاثة لأجل عمل فتحات في جدران زنازينهم، وعكفوا على نحته حتى اتسع قطر الفتحات بما يمكنهم من النفاذ عبرها، ووضعوا على أسرتهم رؤوسًا مزيفة بعدما ألصقوا بها خصل من شعرهم، بما يظهرهم وكأنهم لزموا فراشهم، حسبما ذكرت صحيفة «ديلي ميل البريطانية».
من معاطف المطر صمموا طوافات النجاة، وانطلقوا في رحلة إبحارهم من الشاطيء الواقع شمال شرق ألكاتزار، وشرعوا في مصارعة الأمواج، حتى اختفوا عن الأنظار، ولم ير لهم أثرًا منذ ذلك الحين، سوى طوافات النجاة التي عثر عليها في سان فرانسيكسو اليوم التالي.
بعد سلسلة تحقيقات مكثفة تيقن مسؤولوا سجن ألكاتزار، ومسؤولوا مكتب التحقيقاعت الفيدرالية، أن النزلاء الثلاثة غرقوا، وعلى هذا أغلقت التحقيقات عام 1979، وأكدوا أنه لا أحد يمكنه تنفيذ خطة هروب ناجحة من السجن الحصين، ومن يحاول يلق مصيره.
بعد مرور ما يزيد عن الخمسين عامًا، تخرج أسر السجناء الثلاثة، ملوحين للجميع بأدلة تثبت أن ذويهم الذين تربوا أعمارهم على الثمانين، لم تفشل خطتهم، وأن أجسادهم لم تهبط إلى قاع المحيط، ولم تتقاذفها الأمواج إلى مكان غير معلوم، وأنهم كانوا من الذكاء وكللت خطتهم بالنجاح، والأدلة التي قدمتها الأسر كانت عبارة عن بطاقات معايدة خطوا بأيديهم على صفحتها تهانيهم بأعياد الميلاد مرفق بها صورهم، أرسلها الثلاثة إلى أمهاتهم، تثبت أنهم كانوا على قيد الحياة خلال عقد السبعيانات من القرن المنصرم.
أبناء خالة الأخوين أنجلين، البالغين من العمر 48 ، و54 عامًا، آثرا الاحتفاظ بما في حوذتهم من أدلة طيلة الفترة الماضية، ولكنهما قررا مؤخرًا الإفصاح عنها ليتخذ مكتب التحقيقات الفيدرالي قرارًا مقابلًا باستئناف التحقيقات، بعدما جزم بأن الثلاثة لقوا حتفهم، بل وآتى بعظام زعم أن مياه المحيط قذفتها إلى شاطئ سان فرانسيكو عام 1963، ما رجح هلاك الثلاثة، غير أن مطالب ذويهم بإجراء تحليل الحمض النووي DNA على العظام أثبتت أنها لا تخصهم.
وهكذا تبدأ رحلة بحث جديدة لمكتب التحقيقات الفيدرالي عن النزلاء الثلاثة الذين هربوا من أحد أخطر السجون الأمريكية، السجن الذي تم تشييده فوق جزيرة بخليج سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية والذي صدر قرارا بإغلاقه عام 1963 وتم تحويله لاحقا إلى مزار سياحى.
وترجع شهرة ألكاتزار السجن إلى الأساطير التي نسجت حوله، وساعد على إذكاء الخيال بخصوصها، الكتب والأفلام التي كان هذا السجن محورها.