الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / قصة مباراة لن تتكرر: رونالدو وباتيستوتا يذلان نجوم أوروبا وزيدان يرد بهدف «عالمي»

قصة مباراة لن تتكرر: رونالدو وباتيستوتا يذلان نجوم أوروبا وزيدان يرد بهدف «عالمي»

لكل زمان رجاله، وكانوا هم رجال ذاك الزمان، نجوم تتلألأ في سماء كرة القدم، تتحضر لكأس عالمية سيكتب لها أن تكون من أجمل كؤوس العالم في تاريخ الساحرة المستديرة، كأس ستتناطح فيه القوى الكروية العظمى ويتسابقون فيه إلى خط النهاية. الترشيحات كالعادة تصب في صالح البرازيل والأرجنتين، الخصمين الأعند في قارة الإبداع والمهارات، أمريكا الجنوبية، البرازيل بقيادة ساحرها الجديد رونالدو، الشاب الذي يستطيع مراوغة أي أحد وأي شيء، والأرجنتين بقيادة سيفها البتار ومنصة صواريخها، جابريل باتيستوتا، لكن الموعد لم يحن بعد، وقبل كتابة قصة كأس العالم كان على قصة أخرى أن تروى، قصة مباراة لم تتكرر ولن تتكرر، مباراة لعب فيها الخصمين جنبًا إلى جنب، رونالدو بجانب باتيستوتا، وسط كوكبة من النجوم، يقودان منتخب «نجوم العالم» أمام «نجوم أوروبا» بقيادة أمل فرنسا، زين الدين زيدان، وسفاح هجوم هولندا، باتريك كلويفرت، وقلب مدريد النابض، فرناندو هييرو، فكيف انتهى هذا الصدام بين العمالقة.

«كلهم لعيبة على مستوى عالي جدًا، هم اتجابوا ازاي؟ من 30 دولة، 15 من أوروبا و15 من باقي العالم، فعملوا منتخب من الـ15 دولة بتوع أوروبا وهيلعبوا منتخب أوروبا النهاردة، وباقي العالم، أو منتخب العالم، هم كتبينها كدة»، بهذه الكلمات شرح معلق التلفزيون المصري، محمود بكر، فكرة المباراة التي أقيمت بشكل ودي عام 1997، في إطار الاستعداد لكأس العالم التي كانت لتقام في فرنسا في العام اللاحق.

إذا كنت ممن لعبوا الكرة «اليابانية» على بلاي ستيشن 1، فبالتأكيد تتذكر الزي الأزرق ذو الخطوط البيضاء لمنتخب العالم والزي الأبيض ذو الخطوط البيضاء لمنتخب أوروبا في اللعبة، كان هذا هو الزي الحقيقي بالفعل الذي ارتداه المنتخبان في هذه المباراة النادرة، فيما كان في مقعد القيادة الفنية للمنتخبين اثنين من العمالقة، فكان مدرب أوروبا هو القيصر فرانز بيكنباور، ومدرب نجوم العالم هو البرازيلي كارلوس ألبيرتو بيريرا.

أما على أرض الملعب، فكان الفريقين ممتلئان بالنجوم، فارتدى شارة قيادة أوروبا البرازيلي رونالدو، ولعب تحت قيادته نجوم من نوعية جابريل باتيستوتا والحارس الكاميروني جاكي سونجو، والياباني هيدوتوشي ناكاتا، والمدافع المغربي الصلب، نور الدين نايبت.

فيما لعب تحت قيادة «زيدان» في منتخب أوروبا لاعبين كبار كالحارس الألماني أندريس كوبكيه والمدافع الإسباني فرناندو هييرو والإيطالي أليساندرو كوستاكورتا، والإنجليزي بول إنس، بالإضافة إلى الهولندي باتريك كلويفيرت.

كان منتخب أوروبا يبدو أقوى على الورق، وبالفعل تقدم في الدقيقة الأولى من اللقاء بهدف عن طريق الروماني ماريو لاكتوس، بعد خطأ فادح من المغربي «نايبت»، لكن البداية القوية للمنتخب الأوروبي سرعان ما ابتلعها طوفان الأخوة الأعداء، رونالدو وباتيستوتا.

وفي الدقيقة 17 وبتمريرة ساحرة من رونالدو، وجد الكولومبي، أنطوني دي أفيلا، نفسه وجهًا بوجه مع «كوبكيه» ليسكن الكرة الشباك بكل سهولة ويتعادل لمنتخب العالم. وبعد التعادل بخمس دقائق، ومن كرة سريعة تناقلها «باتيستوتا» و«دي أفيلا» وانتهت عند رونالدو، وجد البرازيلي نفسه في وضعية رجل لرجل مع مدافع واحد قبل أن يواجه المرمى، ليست بالوضعية الصعبة على البرازيلي بتاتًا ليمر بسلاسة ويضع الكرة في الشباك معلنًا هدفًا ثانيًا لنجوم العالم.

الدقيقة 29 و52 ثانية، «باتيستوتا» يتسلم الكرة في دائرة المنتصف ثم يرسلها يمينًا لرونالدو، وينطلق بسرعة إلى حدود منطقة الجزاء، رونالدو يقف على الكرة ويتحرك بهدوء، وحين تلمح عيناه باتيستوتا على حافة المنطقة يرسل تمريرة أرضية سلسة، لم يستطع المدافع، الذي طرح أرضًا، إيقافها، لتصل لقدم الأرجنتيني وتخرج بقوة وسرعة الصاروخ من لمسة واحدة لتستقر في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس الألماني لمنتخب أوروبا.. نجوم العالم 3- 1 نجوم أوروبا.

رونالدو يتسلم الكرة مرة جديدة، في الدقيقة 37، ويواجه «زيدان»، البرازيلي يموه بقدميه ثم يمرر الكرة لـ«باتيستوتا» ويتحرك ليتسلمها منه مجددًا ويدخل وسط ثلاثة لاعبين من منتخب أوروبا على خط منطقة جزائهم، بينما يتحرك الأرجنتيني بخبث من خلفهم، لتخرج تمريرة ترفع لها القبعة من رونالدو لتضع «باتيستوتا» وجهًا لوجه مع حارس المرمى، وأي حارس يمكنه إيقاف «باتيستوتا»؟ الكرة تسكن الشباك وفصل جديد من رواية الذل لمنتخب أوروبا يكتب بأقدام الرائعين رونالدو و«باتيستوتا».

الشوط الأول لم ينتهي بعد، الشوط يمر كالدهر على لاعبي منتخب أوروبا في مباراة ودية لكنها تحمل من الجدية ما يكفي لعشرات المباريات الرسمية، «باتيستوتا» يتسلم الكرة مجددًا على الجانب الأيسر قبل خط المنتصف، وقد مرت فقط 4 ثوان من الدقيقة 43، رونالدو ينطلق بسرعة الصاروخ في الفراغ خلف المدافعين والأرجنتيني يرسل كرة طولية تجاهه، سباق سرعة يبدأ بين رونالدو و«كوبكيه»، الذي خرج من مرماه للحاق بالكرة، والوقت يتجمد في الملعب، من يصل إلى الكرة أولًا؟ سؤال جاوب عليه رونالدو حين دفع الكرة برأسه لتتجاوز الحارس الألماني وينفرد بالشباك الخاوية ويضعها بسهولة ويسلم على «كوبكيه» في طريق عودته، إنه الذل الكروي في أقوى أشكاله.

هدء الوضع في الشوط الثاني، ربما لم يرغب منتخب العالم في إذلال زملائهم بأوروبا بشكل أكبر، لكن المنتخب الأوروبي راح يسعى لحفظ ماء وجهه، على الأقل بهدف ثان، وقد كان له ما أراد، ففي الدقيقة الـ61 ومن حالة «دربكة» في منطقة جزاء منتخب العالم، تصل تمريرة جميلة إلى «زيدان» في مواجهة الحارس البديل لمنتخب العالم.. إنه موعد الثأر.

ربما لم يكن لمنتخب أوروبا أن يقارع القوة الهجومية العظمى لرونالدو و«باتيستوتا» لكن انتقام «زيدان» كان بإحرازه هدفًا بديعًا راوغ فيه حارس المرمى بشكل مبهر قبل أن يحرز هدفًا من زاوية صعبة جدًا وفي مواجهته اثنين من المدافعين.

وفي الدقيقة 64، يتم تغيير نجمي اللقاء، رونالدو و«باتيستوتا»، لتتوقف ماكينة الأهداف عند هذا الحد، النتيجة النهائية 5-2 لصالح منتخب العالم.

ولم يلعب رونالدو و«باتيستوتا» معًا أبدًا مجددًا في أي من الفرق التي مثلوها، تاركين هذه المباراة كذكرى لم تتكرر مجددًا، لثنائي ربما إذا كان القدر قد جمعهما معًا في فريق لكان لذلك الفريق شأنًا أخر وربما كان ليحصد العديد والعديد من البطولات.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*