روشنة – أيام من عمرنا
موضي المفتاح
نحتفل هذه الأيام برأس السنة الهجرية بعد ان انتهى موسم الحج، وللاسف ففي هذا العام فقدنا الكثير من الحجاج يرحمهم الله ومثواهم الجنة بإذن الواحد الأحد، كما فقدنا اخوة لنا في عدد من بلاد المسلمين نتيجة الحروب، وكذلك فقدنا احبة واصدقاء، هكذا هي الحياة كالمطار هناك قادمون وهناك مغادرون.
لماذا لا نعطي أنفسنا لحظات تأمل؟ ونحاسبها بما حصدت من افعال ليذكرنا بها البشر وأفعال تقربنا من الخالق، لقد ألهتنا الحياة وأبعدتنا عن علاقتنا الاسرية والاجتماعية، لم نعد نجتمع كما كنا صغارا ولم نعد نتواصل كما كنا شبابا رغم قلة الإمكانات، الأجهزة الذكية في وقتنا الحاضر جعلتنا نصمت عن الحوار حتى وان اجتمعنا، وجعلتنا نتواصل مع الغرباء على شبكات التواصل وننسى الأقرباء، وجعلت ابناءنا «متوحدين» بسبب العزلة التي فرضوها على أنفسهم.
لماذا لا نغتنم الفرص لنتواصل مع من نحب لأن العمر قصير؟ لماذا لا نصل أرحامنا لأن الموت ليس له موعد؟ فربما نرحل من دون ان نتسامح منهم أو نخبرهم كم يشغلون حيّزا كبيرا في حياتنا، تمر الأعوام تلو الأعوام ونحن مشغولون في أمور دنيانا، نلتفت الى أعمارنا ونقول كيف انقضت هذه الأعوام بهذه السرعة؟
الحياة، مهما بلغت، قصيرة بحكم الزمن، لنفتح قلوبنا قبل أحضاننا لأهلنا وأحبتنا ونقول اعذرونا على تقصيرنا بتواصلنا معكم، وكل عام وانتم بخير.
ومضة
الله لا يقطع جمعتنا العائلية التي نتواصل بها مع ارحامنا، واستسمحكم على تقصيري ويعلم الله كم احبكم.