جسر أوفرتون، المكان ذو عمر تجاوز المائة عامٍ بمدينة ميلتون باسكتلندا، لم يكتسب شهرته بسبب قيمته التاريخية، لكن شيئًا آخر جعل منها محط قصصًا وحكايات يتداولها السكان ويزورها السائحون، لأن ذلك المكان يبدو أنه كئيبٌ بدرجة كافية ليبعث على الانتحار.
ففي الخمسين عامًا الأخيرة، في حادثة هي الأغرب، أقدم 50 كلبًا على الانتحار من فوق الجسر، ولقوا حتفهم –بحسب «ديلي ميل»- بينما قام 5 آخرين في الآونة الأخيرة باللحاق بركاب إخوتهم، والعجيب أن جميعهم يقفزون من جهة واحدة على يمين الجسر، وأن الكلاب المُنتحرة جميعها تقع تحت فصيلة الكلاب طويلة الأنف؛ من اللابلادور، الكولي، والريتريفر.
الأهالي يعتقدون أن المكان تسكنه روحًا ما، لأنه ليست الكلاب فقط من تتأثر، ففي عام 1994، أقدم والد على إلقاء طفله الرضيع من فوق الجسر لاعتقاده أنه يجسد روح الشيطان، ثم لحقه بمحاولة انتحار لكنه فشل.
الأقوال كثيرة في هذا الصدد، وما بالك إذا فُتح باب الخرافات والأقاويل، فهناك من يقول أنه يوجد أرواحًا تسكن ذاك المكان وهي من تجبر الكلاب على الإقدام على القفز من فوق الجسر، وأساطير أخرى، لكن ديفيد سيكستون، الخبير الحيواني قرر البحث عن السبب.
فبعيدًا عن الخرافات، وجد «سيكستون» ما قد يكون منطقيًا حتى على الإنسان العادي، فقد وجد اعشاشًا لفئران وسناجب، وحيوانات أخرى، قد تشكل وجبة جيدة للكلاب، في جسد الجسر نفسه بالأسفل، وأن ذلك قد يكون ما يثير حواس الكلاب في تلك المنطقة.
دكتور علم النفس المُختص بالكلاب، ديفيد ساندز يقول أنك عندما توضع مكان الكلب، فأنت محاط بطبقة جرانيتية يتكون منها الجسر سُمكها حوالي نصف مترًا، تحجب عنك الرؤية والصوت، ونتيجة لذلك فلم يعد هناك مجالًا غير لحاسة الشم، التي تقودها روائح تلك الحيوانات إلى الجنون، وهذا ما يستدعي الكلب للقفز للحصول على وليمته.